تقليل للحذف وإيثار العطف المفرد الذي هو الأصل والتغليب الذي نكتته الدلالة على الأصالة والتبعية .
وقرأالحسن ومجاهد وقودها بضم الواو أي ذو وقودها وتتمام الكلام في هذه الآية يعلم مما مر في سورة البقرة عليها ملائكة أي أنهم موكلون عليها يلون أمرها وتعذيب أهلها وهم الزبانية التسعة عشر قيل : وأعوانهم غلاظ شداد غلاظ الأقوال شداد الأفعال أو غلاظ الخلق شداد الخلق أقوياء على الأفعال الشديدة أخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن أبي عمران الجوني قال : بلغنا أن خزنة النار تسعة عشر ما بين منكبي أحدهم مسيرة مائة خريف ليس في قلوبهم رحمة إنما خلقوا للعذاب يضرب الملك منهم الرجل من أهل النار الضربة فيتركه طحنا من لدن قرنه إلى قدمه لا يعصون الله ما أمرهم صفة أخرى لملائكة و ما في محل النصب على البدل أي لا يعصون ما أمر الله أي أمره تعالى كقوله تعالى : أفعصيت أمري أو على إسقاط الجار أي لا يعصون فيما أمرهم به ويفعلون ما يؤمرون .
6 .
- أي الذي يأمرهم D به والجملة الأولى لنفي المعاندة والأستكبار عنهم صلوات الله تعالى عليهم فهي كقوله تعالى : لا يستكبرون عن عبادته والثانية لأثبات الكياسة لهم ونفي الكسل عنهم فهي كقوله تعالى : ولا يستحسرون إلى لا يفترون وبعبارة أخرى إن الأولى لبيان القبول باطنا فإن العصيانأصله المنع والإباء وعصيان الأمر صفة الباطن بالحقيقة لأن الأتيان بالمأمور إنما يعد طاعة إذا كان بقصد الأمتثال فإذا نفى العصيان عنهم دل على قبولهم وعدمإبائهم باطنا والثانية لأداء المأمور به من غير تثاقل وتوان على ما يشعر به الأستمرار المستفاد من يفعلون فلا تكرار وفي المحصول لا يعصون فيما مضى على أن المضارع لحكاية الحال الماضية ويفعلون ما يؤمرون في الآتي .
وجوز أن يكون ذلك من باب الطرد والعكس وهو كل كلامين يقرر الأول بمنطوقه مفهوم الثاني وبالعكس مبالغة في أنهم لا تأخذهم رأفة في تنفيذ أوامر الله D والغضب له سبحانه .
يا أيها الذين كفروا لا تعتذروا اليوم مقول لقول قد حذف ثقة بدلالة الحال عليه يقال لهم ذلك عند إدخال الملائكة إياهم النار حسبما أمروا به فتعريف اليوم للعهد ونهيهم عن الأعتذار لأنهم لا عذر لهم أو لأن العذر لا ينفعهم إنما تجزون ماكنتم تعملون .
7 .
- في الدنيا من الكفر والمعاصي بعد ما نهيتم عنهما أشد النهي وأمرتم بالإيمان والطاعة على أتم وجه يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله من الذنوب .
توبة نصوحا أي بالغة النصح فهو من أمثلة المبالغة كضروب وصفت التوبة به عل الإسناد المجازي وهو وصف التائبين وهو أن ينصحوا بالتوبة أنفسهم فيأتوا بها على طريقها ولعله ما تضمنه ما أخرجه ابن مردويه عن ابن عباس قال : قال معاذ بن جبل : يا رسول الله ما التوبة النصوح قال : أن يندم العبد عل الذنب الذي أصاب فيعتذر إل الله تعالى ثم لا يعود إليه كما لا يعود اللبن إلى الضرع وروي تفسيرهابما ذكر عن عمر وابن مسعود وأبي والحسن ومجاهد وغيرهم وقيل : نصوحا من نصاحة الثوب أي خياطته أي توبة ترفو خروقك في دينك وترم خللك وقيل : خالصته من قولهم : عسل ناصح إذا خلص من الشمع وجوز أن يراد توبة تنصح الناس أي تدعوهم إلى مثلها لظهور أثرها في صاحبها واستعمال