لم يقل ظهير له عليكما مثلا وكذا ترك المعان فيه وتخصيص صالح المؤمنين بالذكر وتقوى هذه الملاءمة على ما روي عن ابن جبير من تفسير صالح المؤمنين بمن بريء من النفاق فتأمل .
عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أي أن يعطيه E بدلكن أزواجا خيرا منكن والخطاب لجمع زوجاه صلى الله تعالى عليه وسلم أمهات المؤمنين على سبيل الألتفات وخوطبن لأنهن في مهبط الوحي وساحة العز والحضور ويرشد إلى هذا ما أخرجه البخاري عن أنس قال : قال عمر : اجتمع نساء النبي صلى الله تعالى عليه وسلم في الغيرة عليه فقلت : عسى ربه إن طلقكن أن يبدله خيرا منكن فنزلت هذه الآية وليس فيها أنه E لم يطلق حفصة وأن في النساء خيرا منهن مع أن المذهب على ما قيل : إنه ليس على وجه الأرض خير منهن لأن تعليق طلاق الكل لا ينافي تطليق واحدة والمعلق بما لم يقع لا يجب وقوعه وجوز أن يكون الخطاب للجميع على التغليب وأصل الخطاب لاثنتين منهن وهما المخاطبتتان أولا بقوله تعالى : إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما الخ فكأنه قيل : عسى ربه إن طلقكما وغيركما أن يبدله خيرا منكما ومن غير كما من ألأزواج والظاهر أن عدم دلالة الآية على أنه E لم يطلق حفصة وأن في النساء خيرا من أزواجه صلى الله تعالى عليه وسلم على حاله لأنالتعليق على طلاق الأثنتين ولم يقع فلا يجب وقوع المعلق ولا ينافي تطليق واحدة وقال الخفاجي التغليب في خطاب الكل مع أن المخاطب أولا اثنتان وفي لفظة إن الشرطية أيضا الدالة على عدم وقوع الطلاق .
وقد روي أنه صلى الله تعالى عليه وسلم طلق حفصة فغلب ما لم يقع من الطلاق على الواقع وعلى التعميم لا تغليب في الخطاب ولا في إن انتهى وفيه بحث ثم إن المشهور إن عسى في كلامه تعالى للوجوب وأن الوجوب هنا إنما هو بعد تحقق الشرط وقيل : هي كذلك إلا هنا والشرط معترض بين اسم عسى وخبرها والجواب محذوف أي إن طلقكن فعسى الخ و أزواجا مفعول ثان ليبدل و خيرا صفته وكذا ما بعد وقرأ أبو عمرو فيرواية عياش طلقكن بإدغام القاف في الكاف .
وقرأنافع وأبو عمرو وابن كثير يبدله بالتشديد للتكثير مسلمات مقرات مؤمنات مخلصات لأنه يعتبر في الإيمان تصديق القلب وهو لا يكون إلا مخلصا أو منقادات على أن الإسلام بمعناه اللغوي مصدقات قانتان مصليات أو مواضبات على الطاعة مطلقا تائبات مقلعات عن الذنب عابدات متعبدات أو متذللات لأمر الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم سائحات صائمات كما قال ابن عباس وأبو هريرة وقتادة والضحاك والحسن وابن جبير وزيد بن أسلم وابنه عبد الرحمن وروي عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال الفراء : وسمى الصائم سائحا لأن السائح لا زاد معه وإنما يأكل من حيث يجد الطعام وعن زيد بن أسلم ويمات مهاجرات وقال ابن زيد : ليس في الإسلام سياحة إلا الهجرة وقيل : ذاهبات في طاعة الله تعالى أي مذهب .
وقرأ عمرو بن قائد سيحات ثايبات جمع ثيب من ثاب يثوب ثوبا وزنه كسيد وهي التي تثوب أي ترجع عن الزوج أي بعد زوال عذرتها وأبكارا .
5 .
- جمع بكر من بكر إذا خرج بكرة وهي أول النهار وفيها معنى التقدم سميت بها التي لم تفتض اعتبارا بالثيب لتقدمها عليها فيما يراد له النساء وترك العطف