عنه أنه قال في الآية : سبع أرضين في كل أرض نبي كنبيكم وآدم كآدم ونوح كنوح وإبراهيم كإبراهيم وعيسى كعيسى قال الذهبي : إسناده صحيح ولكنه شاذ بمرةلا أعلم لأبي الضحى عليه متابعا وذكر أبو حيان في البحر ونحوه عن الحبر وقال : هذا حديث لا شك في وضعه وهو من رواية الواقدي الكذاب .
وأقول لا مانع عقلا ولا شرعا من صحته والمراد أن في كل أرض خلقا يرجعون إلى أصل واحد رجوع بني آدم في أرضنا إلى آدمعليه السلام وفيه أفراد ممتازون على سائرهم كنوح وإبراهيم وغيرهما فينا .
وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عمر مرفوعا أن بين كل أرض والتي تليها خمسمائة عام والعليا منها على ظهر حوت قد التقى طرفاه في السماء والحوت على صخرة والصخرة بيد ملك والثانية مسجن الريح والثالثة فيها حجارة جهنم والرابعة فيها كبريتها والخامسة فيها حياتها والسادسة فيها عقاربها والسابعة فيها سقر وفيها إبليس مصفد بالحديد يد أماه ويد خلفه يطلقه الله تعالى لمن يشاء وهو حديث منكر كما قال الذهبي لا يعول عليه أصلا فلا تغر بتصحيح الحاكم ومثله في ذلك أخبار كثيرة في هذا الباب لو لا خوف الملل لذكرناها لك لكن كون ما بين كل أرضين خمسمائة سنة كما بين سماءين جاء في أخبار معتبرة كما روي الإمام أحمد والترمذي عن أبي هريرة قال : بينما النبي صلى الله تعالى عليه وسلم جالس وأصحابه قال : هل تدرون ما فوقكم قالوا : الله ورسوله أعلم قال فإنها الرقيع سقف محفوظ وموج مكفوف قال : هل تدرون ما بينكموما بينها قالوا : الله ورسوله أعلم قال : بينكم وبينها خمسمائة عام ثم قال : هل تدرون ما فوق ذلك قالوا : الله ورسوله أعلم قال : سماء وإن بعد ما بينهما خمسمائة سنة ثم قال كذلكحتى عد سبع سماوات ما بين كل سماءين ما بين السماء والأرض ثم قال : هل تدرون ما فوق ذلك قالوا : الله ورسوله أعلم قال : وإنفوق ذلك العرش بينه وبين السماء ما بين السماءين ثم قال : هل تدرون ما تحتكم قالوا : الله ورسوله أعلم قال : إنها الأرض ثم قال : هل تدرون ما تحت ذلك قالوا : الله ورسوله أعلم : قال : إن تحتها أرضا أخرى بينهما مسيرة خمسمائة سنة حتى عد صلى الله تعالى عليه وسلم سبع أرضين ما بين كل أرضين خمسمائة سنة .
والأخبار في تقدير المسافة بما ذكر بين كل سماءين أكثر من الأخبار في تقديرها بين كل أرضين وأصح ومنها ما هو مذكور في صحيح البخاري وغيره من الصحاح وفيها أيضا أن ثخن كل سماء خمسمائة عام فقول الرازي في ذلك إنه غير معتبر عند أهل التحقيق كلام لا يخفى بشناعته على من سلك من السنة أقومطريق نعم ما حكاه من أن السماء الأولى موج مكفوف والثانية صخر والثالثة حديد والرابعة نحاس والخامسة فضة والسادسة ذهب والسابعة ياقوت ليس بمعتبر أصلا ولم يرد تضمنه من التفصيل خبر صحيح لكن في قوله : إنه مما يأباه العقل إن أراد به نفي الإمكان عقلا منع ظاهر وقال الضحاك : هي في كونها سبعا بعضها فوق بعض لا في كونها كذلك مع وجود مسافة بين أرض وأرض واختاره بعضهم زاعماأنالمراد بهاتيك السبع طبقة التراب الصرفة المجاورة للمركز والطبقة الطينية والطبقة المعدنية التي يتكون فيها المعادن والطبقة الممتزجة بغيرها المنكشفة التي هي مسكن الأنسان ونحوه من الحيوان وفيها ينبت النبات وطبقة الأدخنة والطبقة الزمهريرية وطبقة النسيم الرقيق جدا ولا يخفى أنه أشبه شيء بالهذيان ومثله ما يزعمه بعض الناظرين في كتب العلوم المسماة بالحكمة الجديدة من أن الأرض انفصلت بسبب بعض الحوادث