وصفهم بالثبات على القسم الكاذب وبالتالي وصفا بالأستمرار على الإنكار والرمز إلى استدلال ظاهر الفساد مع أنه لا محذور في تكرار ما يدل على الإنكار وهو توطئة وتمهيد لبيان فساده والمراد بقولهم : كنا ترابا وعظاما كان بعض أجزائنا من اللحم والجلد ونحوهما ترابا وبعضها عظاما نخرة وتقديم التراب لأنه أبعد عن الحياة التي يقتضيها ما هم بصدد إنكاره من البعث وإذا متمحضة للظرفية والعامل فيها ما دل عليه قوله تعالى : ءنا لمبعوثون .
47 .
- لامبعوثون نفسه لتعدد ما يمنع من عمل ما بعده فيما قبله وهو نبعث وهو المرجع للأنكار وتقييده بالوقت المذكور ليس لتخصيص إنكاره به فإنهم منكرون للإحياء بعد الموت وإن كان البدن على حاله لتقوية الإنكار للبعث بتوجيه إليه منافيه له بالكلية وهذا كالستدلال على ما يزعمونه وتكرير الهمزة لتأكيد النكير وتحاية الجملة بأن لتأكيد الإنكار لا لإنكار التأكيد وقوله سبحانه : أو آباؤنا الأولون .
48 .
- عطف على محل إن واسمها أو على الضمير المستتر في مبعوثون للفصل بالهمزة وإن كانت حرفا واحدا كما قال الزمخشري ولا يضر عمل ما قبل هذه الهمزة في المعطوف بعدها لأنها مكررة للتأكيد وقد زحلقت عن مكانها وقولهم : الحرف إذا كرر للتأكيد فلا بد أن يعاد معه ما اتصل به أولا أو ضمير لا يسلم أطراده لورود .
ولا للماء بهم أبدا دواء .
وأمثاله وجوز أن يكون آباؤنا مبتدأ خبره محذوف دل عليه ما قبل أي مبعوثون والجملة عطف على الجملة السابقة وهو تكلف يغني عنه الطعف المذكور والمعنى أيبعث آباؤنا على زيادة الأستبعاد يعنون أنهم أقدم فبعثهم أبعد وابطل وقرأ قالون وابن عامر أو آباؤنا بإسكان الواو وعلى هذه القراءة لا يعطف على الضمير إذ لا فاصل .
قل ردا لإنكارهم وتحقيقا للحق إن الأولين والآخرين .
49 .
- من الأمم الذين من جملتهم أنتم وآباؤكم وتقديم الأولين المبالغة في الرد حيث إنكارهم لبعث آبائهم أشد من إنكارهم لبعثهم مع مراعاة الترتيب الوجودي لمجموعون بعد البعث وقريء لمجمعون إلى ميقات يوم معلوم .
50 .
- وهو يوم القيامة ومعنى كونه معلوما كونه معينا عند الله D والميقات ما وقت به الشيء أي حد ومنه مواقيت الإحرام وهي الحدود التي لا يتجاوزها من يريد دخول مكة إلا محرما وإضافته إلى يوم بيانية كما في خاتم فضة وكون يوم القيامة ميقاتا لأنه وقت به الدنيا و إلى للغاية والأنتهاء وقيل : والمعنى لمجموعون منتهين إلى ذلك اليوم وقيل : ضمن معنى السوق فلذا تعدى بها ثم إنكم أيها الضالون عطف على إن الأولين داخل في حيز القول و ثم للتراخي الزماني أو الرتبي المكذبون .
51 .
- بالبعث أو بما يعمه وغيره ويدخل هو دخولا أوليا للسياقث على ما قيل والخطاب لأهل مكة وأضرابهم لأكلون بعد البعث والجمع ودخول جهنم من شجر من زقوم .
52 .
- من الأولى لبتداء الغاية والثانية لبيان الشجر وتفسيره أي مبتدءون للأكل من شجر هو زقوم وجوز كون الأولى تبعيضية و من الثانية على حالها وجوز كون من زقوم بدلا من قوله تعالى : من شجر فمن تحتمل الوجهين وقيل : الأولى زائدة وقرأ عبد الله من شجرة فوجه التأنيث ظاهر في قوله تعالى : فمالئون منها البطون .
53 .
- أي بطونكم من شدة الجوع فإنه الذي اضطرهم وقسرهم على أكل مثلها مما