وقتادة وغيرهم كأنهن شبهن في التساوي بالترائب التي هي صلوع الصدر أو كأنهن وقعن معا على التراب أي الأرض وهن بنات ثلاث وثلاثين سنة وكذا أزواجهن .
وأخرج الترمذي عن معاذ مرفوعا يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا مكحلين أبناء ثلاثين أو ثلاث وثلاثين والمراد بذلك كمال الشباب وقوله تعالى : لأصحاب اليمين .
38 .
- متعلق بأنشأنا أو بجعلنا وقيل : متعلق بأترابا كقولك فلان ترب لفلان أي مساوله فهو محتاج إلى التأويل وتعقب بأنه مع هذا ليس فيه كثير فائدة وفيه نظر وقيل : بمحذوف هو صفة لأبكارا أي كائنات لأصحاب اليمين وفيه إقامة الظاهر مقام الضمير لطول العهد أو للتأكسد والتحقيق وقوله تعالى : ثلة من الأولين .
39 .
- وثلة من الآخرين .
40 .
- خبر مبتدأ محذوف أي هم ثلة أو خبر ثان لهم المقدر مبتدأ مع في سدر أو لأصحاب اليمين في قوله تعالى : وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين أو مبتدأ خبره محذوف أي منهم أو مبتدأ خبره الجار والمجرور قبله احتمالات اعترض الأخير منها بأن المعنى عليه غير ظاهر ولا طلاوة فيه وجعل اللام بمعنى من كان في قوله : .
ونحن لكم يوم القيامة أفضل .
لا يخفى حاله والأولون والآخرون المتقدمون والمتأخرون إما من الأمم وهذه الأمة أو من هذه الأمة فقط على ما سمعت فيما تقدم هذا ولم يقل سبحانه في حق أصحاب اليمين جزاءا بما كانوا يعملون كما قاله D في حق السابقين رمزا إلى أن الفضل في حقهم متمحض كأن عملهم لقصوره عن عمل السابقين لم يعتبر اعتباره ثم الظاهر أن ما ذمر من حال أصحاب اليمين هو حالهم الذي ينتهون إليه فلا ينافي أن يكون منهم من يعذب لمعاص فعلها ومات غير تائب عنها ثم يدخل الجنة ولا يمكن أن يقال : إن المؤمن العاصي من أصحاب الشمال لأن صريح أوصافهم الآتية يقتضي أنهم كانوا كافرين ويلزم من جعل هذا قسما على حدة كون القسمة غير مستوفاة فليتأمل والله تعالى أعلم .
والكلام في قوله تعالى : وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال .
41 .
- في سموم على نمط ما سلف في نظيره والسموم قال الراغب : الريح الحارة التي تؤثر تأثير السم وفي الكشاف حر نار ينفذ في المسام والتنوين للتعظيم وكذا في قوله تعالى : وحميم .
42 .
- وهو الماء الشديد الحرارة وظل من يحموم .
43 .
- أي دخان أسود كما قال ابن عباس وأبو مالك وابن زيد والجمهور وهي على وزن يفعول وله نظائر قليلة من الحممة القطعة من الفحم وتسميته ظلا على التشبيه التهكمي وعن ابن عباس أيضا أنه سرادق النار المحيط بأهلها يرتفع من كل ناحية حتى يظلهم وقال ابن كسيان : هو من أسماء جهنم فإنها سوداء وكذا كل ما فيها أسود بهيم نعوذ بالله تعالى منها وقال ابن بريدة وابن زيد أيضا : هو جبل في النار أسود يفزع أهل النار ذراه فيجدونه أشد شيء والجار والمجرور في موضع الصفة لظل وكذا قوله سبحانه : لا بارد ولا كريم .
44 .
- صفتان له وتقديم الصفة الجار والمجرور المفردو كما صرح به الرضيوغيره أي لا بارد كسائر الظلال ولا نافع لمن يأوى إليه من أذى الحر وذلك كرمه فهناك استعارة ونفي ذلك ليمحق توهم ما في الظل من الأسترواح إليه وإن وصف أولا بقوله تعالى : من يحموم والمعنى أنه ظل حار ضار إلا أن للنفي شأنا ليس للأثبات ومن ذلك جاء التهكم والتعريض بأن الذي يستأهل الظل الذي فيه برد وإكرام غير هؤلاء فيكون