وأخرج الديلمي عنه مرفوعاعلمو نسائكم سورة الواقعة فإنها سورة الغنى .
بسم الله الرحمن الرحيم إذا وقعت الواقعة .
1 .
- أيإذا حدثت القيامة على أن وقعت بمعن حدثت و الواقعة علم بالغلبة أو منقول للقيامة وصرح ابن عباس بأنها من أسمائها وسميت بذلك للإيذان بتحقق وقوعها لا محالة كأنها واقعة في نفسها مع قطع النظر عن الوقوع الواقع في حيز الشرط فليس الإسناد كما في جاءني جاء فإنه لغو لدلالة كل فعل علىفاعل له غير معين وقال الضحاك : الواقعة الصيحة وهي النفخة في الصور وقيل : الواقعة صخرة بيت المقدستقع يوم القيامةوليس بشيء و إذا ظرف متضمن معنى الشرط على ما هو الظاهر والعامل فيها عند أبي حيان الفعل بعدها فهي عنده في موضع نصب بوقعت كسائر أسماء الشرط ولسيت مضافةإلى الجملة والجمهور على إضافتها فقيل : هي هنا قد سلبت الظرفية ووقعت مفعولا به لا ذكر محذوفا وقيل : لم تسلب ذلك وهي منصوبة بليس وصنيع الزمخشري يشعر باختياره .
وقيل : بمحذوفوهو الجواب أي إذا وقعتالواقعة كان كيت وكيت قال في الكشف : هذا الوجه العربي الجزل فالنصببإضمار اذكر إنما كثر في إذ وبليس إنما يصح إذاجعلت لمجرد الظرفية وإلالوجوب الفاء فيليس وأبو حيان تعقب النصب بليس لا يذهب إليه نحوي لأن ليس في النفي ك ما وهي لا تعمل فكذا ليس فإنها مسلوبة الدلالة على الحدث والزمان والقول : بأنها فعل على سبيل المجاز والعامل في الظرفإنما هو ما يقع فيه من الحدث فحيث لا حدث فيها لا عمل لها فيه ثم ذكر ما ذكر صاحب الكشف منوجوب الفاء في ليس إذا لم تجرد عن الشرطية واعترض دعواه أن ما لا تعملبأنهم صرحوا بجواز تعلق الظرف بها لتأويلها بانتفي وأنه يكفي لهرائحة الفعل ويقاس عليها في ذلك ليس وكذا دعوى وجوب الفاء في ليسإذا لم تجرد إذا عن الشرطية بأن لزوم الفاء مع الأفعالالجامدة إنما هو في جواب إن الشرطية لعملها كما صرحوا به وأما إذا فدخلوا الفاء في جوابها على خلاف الأصل وسيأتي إن شاء الله تعالى فيها قولان آخران وبعد القيل والقال الأولى كون العامل محذوفاوهو الجواب كما سمعت وفي إبهامه تهويل وتفخيم لأمر الواقعة .
وقوله تعالى : ليس لوقعتها كاذبة .
2 .
- إما اعتراض يؤكد تحقيق الوقوع أو حال من الواقعة كما قال ابن عطية و كاذبة اسم فاعل وقع صفة لموصوف محذوف أي نفس وقيل : مقالة والأول أولى لأن وصف الشخص بالكذب أكثر من وصف الخبر به و الواقعة السقطة القوية وشاعت في وقوعالأمر العظيم وقد تخص بالحرب ولذا عبر بها هنا واللام للتوقيت مثلها في قولك : كتبته لخمس خلوان أي لا يكون حين وقوعها نفس كاذبة على معنى تكذب على الله تعالى وتكذب في تكذيبه سبحانه وتعالى في خبره بها وإيضاحه أن منكر الساعة الآن مكذب لهتعالى في أنها تقعوهو كاذب في تكذيبه سبحانه لأنه خبر على خلاف الواقع وحين تقع لا يبقى كاذبامكذبا بلصادقامصدقا وقيل : على معنى ليس في وقت وقوعها نفس كاذبة في شيء من الأشياء ولا يخفى أن صحته مبنية على القول بأنه لا يصدر من أحد كذب يوم القيامة وأن قولهم : والله ربنا ما كنا مشركين مجاب عنه بما هو مذكور في محله أواللام على حقيقتها و كاذبة صفة لذلك المحذوف أيضاأي ليسلوقعتها نفس كاذبة بمعنى لا ينكر وقوعها أحدولا يقول للساعة لم تكوني لأن الكون قد تحقق كما يقول لها في الدنيا بلسان القول أو الفعل لأن من اغتر بزخارف الدنيا فقد كذب الساعة في وقعتها