والأرض الخ واستدل الشيخ الأكبر محيي الدين قدس سره بقوله سبحانه : كل يومهو في شأن على شرفالتلون وكذا استدل به على عدم بقاء الجواهرآنين وعلى هذا الطرز ما قيل في الآيات بعد وذكر بعض أهلالعلمأن قوله تعالى : فبأي آلاء ربكما تكذبان قد ذكر إحدى وثلاثين مرة وثمانية منها عقيب تعداد عجائب عجائب خلقه تعالى وذكر المبدأ والمعاد وسبعة عقب ذكر ما يشعر بالناروأهوالها على عدد أبواب جهنم وثمانية في وصف الجنتين الأوليين ومثلها في وصف الجنتين اللتين دونهما على عدد أبواب الجنةفكأنه أشيربذلك إلى أن من اعتقد الثمانية الأولىوعمل بموجبهااستحقكلتاال الله تعالى ووقاهم جهنم ذاتالأبواب السبعة والله تعالىأعلم بإشارات كتابه وحقائقخطابه ودقائقكلامه التي لا تحيط بها الأفهام وتبارك اسك ربك ذو الجلال والإكرام .
سورة الواقعة .
مكية كما أخرجه البيهقيفي الدلائل وغيره عن ابن عباس وابن مردويه عن ابن الزبير واستثنى بعضهم قوله تعالى : ثلة الأولين وثلة من الآخرين كما حكاه في الإتقان وكذا استثنى قوله سبحانه : فلا أقسم بمواقع النجوم إلى تكذبون لما أخرجهمسلمفي سببنزوله وسيأتي إن شاء الله تعالى وفيمجمع البيان حكاية استثناء قوله تعالى : وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون عن ابن عباس وقتادة وعدد آيها تسع وتسعون في الحجازي والشامي وسبع وتسعون في البصري وست وتسعون في الكوفي وتفصيل ذلك فيما أعد لمثله وهي وسورة الرحمن متواخية في أن في كل منهما وصف القيامة والجنة والنار وقالفي البحر : مناسبتها لما قبلها أنه تضمنالعذابللمجرمين والنعيم للمؤمنين وفاضلسبحانه بين جنتي بعضالمؤمنين وجنتي بعض آخر منهم فانقسم المكلفون بذلك إلىكافر ومؤمن فاضل ومؤمن مفضول وعلى هذا جاء ابتداء هذهالسورة منكونهم أصحاب ميمنة وأصحاب مشأمة وسابقين وقال بعض الأجلة أنظر إلى اتصال قوله تعالى : إذاوقعت الواقعة بقوله سبحانه : فإذاانشقت السماء وأنه اقتصر في الرحمنعلى ذكر انشقاق السماء وفي الواقعة على ذكر رج الأرض فكان السورتين لتلازمهماواتحادهما سورة واحدة فذكر في كل شيء وقد عكسالترتيب فذكر في أول هذه ما فيتلك وفي آخر هذه ما فيتلك فافتتح في سورة الرحمن بذكر القرآن ثم ذكر الشمس والقمر ثم ذكر النبات ثم خلق الإنسان والجان ثمصفة يوم القيامة ثم صفة النار ثم صفة الجنة وهذهابتداؤها بذكر القيامة ثم صفة الجنة ثم صفة النار ثمخلق الإنسان ثمالنبات ثمالماء ثم النار ثم ذكرت النجوم ولم تذكر فيالرحمن كما لم يذكرهنا الشمس والقمر ثم ذكر الميزان فكانت هذه كالمقابلة لتلكوكالمتضمنة لرد العجز على الصدر وجاء في فضلها آثار .
أخرج أبو عبيد في فضائله وابن الضريس والحرث بن أبي أسامة وأبو يعلى وابن مردويه والبيهقي في الشعب عنابنمسعود قال : سمعت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يقول : من قرأسورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبدا وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس نحوه مرفوعا وأخرج ابن مردويه عن أنسعن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال : سورة الواقعة الغنى فاقرءوها وعلموها أولادكم