إليها أشد وهي جامعة لأصول الألوان الثلاثة على ما بينهالإمام يشيرإلى أنها مما لا تكاد تحيط بحقيقتها العبارات وقد يقال غير ذلكفتأمل وينبغي على القول يتفضيل الأخيرتين وكونهما لطائفة غير الطائفة المشار إليهم بمن خافأن لا يفسر من خاف بمن له شدة الخوف بحيث يختص بأفضل المؤمنين وأجلهم أو يقال إنهما مع الأوليين لمن خاف مقام ربه ويكون المعنى ولمنخاف مقام ربه أضا جنتان صفتهما كيت وكيت من دون تينك الجنتين وعليه قيل : جنتان عطف على جنتان قبله ومن دونهما في موضع الحال وذهببعضهم إلى أن هاتينالجنتين سواء كانتا أفضل من الأوليين أم لا لمن خاف مقام ربهD فلهيوم القيامة أربع جنان .
قال الطبرسي : والأخيرتان دون الأوليين أي أقربإلى قصره ومجالسه ليتضاعف له السرور بالتنقل من جنة إلى جنة على ما هو معروفمن طبع البشر من شهوة مثل ذلك وهو أبعدعن الملل الذي طبع عليه البشر وأنت تعلم أن الآية تحتمل ذلك احتمالاظاهرالكن ما تقدم من حديث أبي موسى رضي الله تعالى عنه يأباه فإذا صح ولو موقوفا إذ حكم مثله حكم المرفوع لم يكن لنا العدول عما يقتضيه وقد روي عنه أيضاحديث مرفوع ذكره الجلال السيوطي في الدر المنثور يشعر بأن الجنان الأربع هي جنان الفردوس .
وأخرج عند أحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه وغيرهم أنه قال : إن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال : جنان الفردوس أربع جنتان من ذهب حليتهما وآنيتهما وما فيهماوجنتان من فضة حليتهماوآنيتهماوما فيهما ومابين القوم أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن والظاهر على هذا أنه يشترك الألوف في الجنة الواحدة من هذه الجنان ومعنى قوله تعالى : ولمن خاف الخ عليه مما لا يخفى ثم إن قاصرات الطرف إن كن من الإنس فهن أجل قدراوأحسنمنظرا من الحور المقصورات في الخيام بناءا على أنهن النساء المخلوقات في الجنة .
فقد جاء من حديث أم سلمة قلت يا رسول الله : أنساء الدنيا أفضل أم الحور العين قال : نساء الدنيا أفضل من الحور العين كفضل الظهارة على البطانة قلت : يا روبم ذاك قال : بصلاتهن وصيامهن وعبادتهن ألبس الله وجوههن النور وأجسادهن الحرير بيض الوجوه خضر الثياب صفر الحلي مجامرهن الدر وأمشاطهن الذهب يقلن ألا نحن الخالدات فلا نموت أبداألاونحن الناعمات فر نبأس أبداطوبى لمن كنا له وكان لنا إلى غيره من الأخبار ويكون هذا مؤيداللقول بتفصيل الجنتين الأوليين على الأخيرتين ولعله إنما تقدم سبحانه ذكر الأتكاء أولا على ذكر النساء لأنه D ذكر في صدر الآية الخوف حيث قال سبحانه : ولمنخاف مقام ربه جنتان فناسب التعجيل بذكر ما يشعر بزواله إشعاراظاهرا وهو الإتكاء فإنه من شأن الآمنين وأخر سبحانه ذكره ثانيا عن ذكرهن لعدم ما يستدعي التقديم وكونه مما يكون للرجل عادة بعد فراغ ذهنه عما يحتاجه المنزلمن طعام وشراب وقينة تكون فيه وإذا قلنا : إن الحور كالجواري في المنزل كان أمر التقديم والتأخير أوقع وقال الإمام في ذلك : إن أهل الجنة ليس عليهم تعب وحركة فهم متنعمون دائما لكن الناس في الدنيا على أقسام منهم من يجتمع مع أهله اجتماع مستوفز وعند قضاء وطره يغتسل وينتشر في الأرض للكسب ومنهم من يكومترددافي طلب الكسب وعند تحصيله يرجع إلى أهله ويستريح عما لحقه من تعب قبل قضاء الوطر أو بعده فلله D قال في أهل الجنة : متكئون قبل اجتماعهم بأهاليهم متكئون بعدالأجتماعليعلم أنهم دائمون على السكون ولا يخفى أن هذاعلى ما فيه لا يحسم السؤال إذ لقائل