أورد عليه أنه لا يوافق قوله تعالى : مرج البحرين هذاعذب فرات وهذاملحأجاج والقرآن يفسر بعضه بعضا وعليه قيل : جملة يلتقيان حال مقدرة إن كان المراد إرسالهما إلى المحيط أو المعنى اتحاد أصليهما إن كان المراد إرسالهما إليه بينهما برزخ أي حاجز من قردة الله تعالى أو من أجرام الأرض كما قال قتادة لا يبغيان .
20 .
- أي لا يبغي أحدهما على ىلآخر بالممازجة وإبطالالخاصية بالكلية بناءا على الوجه الأول فيما سبق أو لا يتجاوزان أن حديهما بإغراض ما بينهما بناءا على الوجه الثاني وروي هذا عن قتادةأيضا وفي معناه ما أخرجه عبد الرزاق وابن المنذر عن الحسن لا يبغيان عليكم فيغرقانكم وقيل : المعنى لا يطلبان حالا غير الحال التي خلقا عليها وسخرا لها فبأي ىلآء ربكما تكذبان .
21 .
- مما لكما ذلك من المنافع يخرج منهما اللؤلؤ صغار الدر والمرجان .
22 .
- كباره كما أخرج ذلكعبد بن حميد وابن جرير عن علي كرم الله تعالة وجهه ومجاهد وأخرجه عبد عن الربيع وجماعةمنهم المذكورون وابن المنذر وابن أبيحاتم من طرق عن ابن عباس وأخرج ابن جريرعنه أنه قال : اللؤلؤ ما عظم منه والمرجان اللؤلؤ الصغار .
وأخرج هو وعبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة نحوه وكذا أخرج ابن الأنباري في الوقف والأبتداء عن مجاهد وأظنأنه إن اعتبر في اللؤلؤ معنى التلألؤ واللمعان وفيالمرجان معنىالمرج والأختلاطفالأوفقلذلك ما قيل : ثانيا فيهما وأخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبريعن ابن مسعود أنه قال : المرجان الخرزالأحمر أعني البسذ وهو المشهور المتعارف و اللؤلؤ عليهشاملللكباروالصغار ثم إن اللؤلؤ بناء غريب قيل : لا يحفظ منه فيكلامالعرب أكثرمنخمسةهو والجؤجؤ الصدروقرية بالبحرين والدؤدؤ آخر الشهر أو ليلة خمس وست وسبع وعشرين أو ثمان وتسع وعشرين أوثلاث ليال من آخره والبؤبؤ بالباء الموحدة الأصل والسيد الظريف ورأسالمكحلة وإنسان العين ووسطالشيء واليؤيؤآخر لحروف طائر كالباشق ورأيتفي كتباللغة على هذا البناء غيرها الشؤضؤ الأضل للطائر والنؤنؤ بالنون المكثرتقليبالحدقة والعاجز الجبان ومن ذلك شؤشؤ دعاءالحمار إلىالماء وزجر الغنموالحمار للمضي أو هو دعاء للغنم لتأكل أو تشرب وأما المرجان فقد ذكره صاحب القاموس في مادة مرج ولم يذكر مايفهم منه أنه معرب وقال أبو حيان في البحر : هو اسم أعجمي معرب وقال ابن دريد : لم أسمع فيه بفعل متصرف .
وقرأ طلحة اللؤليء بكسراللامالأخير وقريءبقلب الهمزة المتطرفة ياءا ساكنة بعد كسر ما قبلها وكل من ذلك لغة وقرأ نافع وأبو عمرو يخرج مبنياللمفعول من الإخراج وقريء يخرج مبنيا للفاعلمنه ونصب اللؤلؤ والمرجان أي يخرج الله تعالى واستشكلت الآية على تفسير البحرين بالعذبوالملح دون بحري فارس والروم بأن المشاهد خروج اللؤلؤوالمرجان من أحدهما وهو الملح فكيف قال سبحانه : منهما وأجيببأنهما لما التقياوصارا كالشيء الواحد جاز أن يقال : يخرجان منهما كما يقال يخرجان من البحر ولا يخرجان من جميعه ولكن من بعضه وكما تقول خرجت من البلد وإنما خرجت من محلة من محاله بل من دار واحدة من دوره وقد ينسب إلى الأثنين ما هو لأحدهما كما يسند إلى الجماعوما صدر من واحد منهم ومثله ما في الأنتصاف على رجل من القريتين عظييم وعلى ما نقل عن الزجاج