وهو ثمر النخل أو للتغذي وحده وهو الحب ولما كان الأخيران أدخلأ في الأمتنان شفع كلا بعلاوة فيها منة أيضا وأنت تعلم إذا كان المقصود من النخل ثمره المعروف فالعطف على أسلوب ملائكته وجبريل كماقيل به في قوله تعالى : فيها فاكهة ونخل ورمان وإذاكان ما يعمه وسائر ما ينتفع به منه كالجمار والكفري فالعطف ليس على ذلك وجعل صاحب الكشف قول الزمخشري بعد تفسير الأكام بالمعنى الأعم وكله منتفع به كالمكموم إشارة إلى هذا ثم قال : ولا ينافي جعله منه في قوله تعالآ : فيها فاكهة الخنظراإلى أن الجنة دار تخلص للتلذذ فالنظر هنالك إلى المقصود وهو الثمر فقط فتأمل .
وقرأ ابن عامر وأبو حيوة وابن أبي عبلة والحب ذا العصف والريحان بنصب الجمع وخرج على أنه بتقدير وخلق الحب الخ وقيل : يجوز تقدير أخص وفيه دغدغة وجوزوا أن يكون الريحان بمعنى اللب حالة الرفع وحالة النصب على حذف مضاف والأصل وذو أو وذاالريحان فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه و الريحان فيعلان من الروح فأصله ريوحان قبلت الواو ياءالاجتماعها مع ياء ساكنة قبلها وأدغمت في الياءفصار ريحان بالتشديد ثم حذفت الياء الثانية التي هي عين الكلمة فقيل : ريحان كما قيل : ميت وهيبسكون الياء .
وعن أبي علي الفارسي أنه فعلان وأصله روحان بفتح الراء وسكون الواو قلبت واوه ياءاللتخفيف وللفرق بينه وبين الروحان بمعنى ماله روح فبأي ءالآء ربكما تكذبان .
13 .
- الخطاب للثقلينلأنهما داخلان في الأنام على ما اخترناه أو لأن الأنام عبارة عنهما علىما روي عن الحسن وسينطق بهما في قوله تعالى : سنفرغ لكم أيهالثقلان وفي الأخبار كما ستعلمه إن شاء الله تعالى قريبا ما يؤيده وقد أبعد من ذهب إلى أنه خطاب للذكر والأنثى من بني آدم وأبعد أكثر منه من قال : إنه خطاب على حد ألقيا في جهنم ويا شرطي أضربا عنقه يعني أنه خطاب للواحدبصورة الأثنين والفاء لترتيب الإنكار والتوبيخ على ما فصل من فنون النعمان وصنوف الآلاء الموجبة للأيمان والشكر حتما والتعرض لعنوان الربوبية المنبئة عن المالكية الكلية والتربية مع الإضافة إلى ضميرهم لتأكيد النكير وتشديد التوبيخ ومعنى تكذيبهم بشيء من آلائه تعالى كفرهم به إما بإنكار كونهمنه D مع عدم الأعتراف بكونه نعمة فينفسه كتعليم القرآنوما يستند إليه من النعم الدينية وإما إنكار كونه منه تعالآمع الأعتراف بكونه نعمة في نفسه كالنعم الدنيوية الواصلة إليهم بإسناده إلى غيره سبحانه استقلالا أو اشتراكا صريحا أو دلالة فإن إشراكهم لآلهتهم به تعالى في العبادة من دواعي إشراكهم لها به تعالى فيما يوجبها والتعبير على كفرهم المذكور بالتكذيب لما أن دلالة الآلاء المذكورة على وجوب الإيمان والشمر شهادة منها بذلك فكفربها فكفرهم بها تكذيب لا محالة أي فإذا كان الأمر كما فصل فبأي فرد من أفراد نعم ما لككما ومربيكما بتلك النعم تكذبان مع أن كلا منها ناطق بالحق شاهد بالصدق ويندب أن يقول سامع هذه الآية : لا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد فقد أخرج البزاز وابن جرير وابن المنذر والدارقطني في الأفراد وابن مردويه والخطيب في تاريخه بسند صحيح عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قرأسورة الرحمن على أصحابه فسكتوا فقال : مالي أسمع الجن أمحسن جوابامنكم ما أتيت على قول الله تعالى : فبأي آلاء ربكما تكذبان إلا قالوا : لا بشيء من نعمتك ربنا نكذب فلك الحمد .
وأخرج الترمذي وجماعة وصححه الحاكم عن جابر عن عبد الله نحوه وقريء فبأي بالتنوين في جمع السورة