والظاهر على تقدير اعتبار الدحو أنه لا حاجة إلى اعتبار أنه سبحانه خلقها كذلك بل لا يصح لأنها تخلق مدحوة وإنما دحيت بعد على ما روي عن ابن عباس ثم إن كونها على الماء مبني على ما اشتهر أنه D خلق الماء قبلها وخلقها سبحانه منزبده للأنام .
10 .
- قال ابن عباس وقتادة وابن زيد والشعبي ومجاهدعلى ما في مجمع البحرين : الحيوان كله وقال الحسن : الأنس والجن .
وفي رواية أخرى عن ابنعباس هم بنو آدم فقط ولمأر هذا التخصيص لعيره رضي الله تعالى عنه ففي القاموس الأنام الخلقأو الجن والأنس أو جميع ما على وجه الأرض ويحتمل أنه أراد أن المرادبههنا ذلك بناءاعلى أن اللام للأنتفاع وأنه محمول على الأنتفاع التام وهو للنس أتم منه لغيرهم والأولى عندي ما حكى عنه أولا وقرأأبو السمال والأرض بالرفع وقوله تعالى : فيها فاكهة الخ استئنافمسوق لتقرير ما أفادته الجملة السابقة من كونه الأرض موضوعة لنفع الأنام وقيل : حال مقدرة من الأرض أو من ضميرها فالأحسن حينئذ أن يكون الحال هو الجار والمجرور و فاكهة رفع على الفاعلية والتنوين بمعونة المقام للتكثير أي فيها ضروب كثيرة مما يتفكه به والنخل ذات الأكمام .
11 .
- هي أوعية التمر أعني الطلع على ما روي عن ابن عباس جمع كم بكسر الكاف وقد تضم وهذافي كم الثمر وأما كم القميص فهو بالضم لا غير أو كل ما يكم ويطغى من ليف وسعف وطلع فإنه مما ينتفع به كالمكموم من الثمر والجمار مثلا واختارهمناخت ومما ذكر يعلم فائدة التوصيف والحب هو ما يتغذى به كالحنطة والشعير ذو العصف قيل : هو ورق الزرع وقيده بعضهم باليابس وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس أنه التبن وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الضحاك أنه القشر الذي يكون على الحب وعن السدي والفراء أنه بقل الزرع وهو أول ماينبت وأخرجه غير واحد عن الحبر أيضا واختار جمع ما روي عنه أولاوفي توصيف الحب بما ذكر تنبيه على أنه سبحانه كما أنعم عليهم بما يقوتهم من الحب أنعم عليهم بما يقوت بهائمهم من العصف والريحان .
12 .
- هو كل مشموم طيب الريح من النبات على ما أخرجه ابن جرير عن ابن زيد وأخرج عن الحسن أنه قال : هو ريحانكم هذا أي الريحان المعروف وأخرج عن مجاهد أنه الرزق بل قال ابن عباس : كما أخرج هو أيضا عنه كل ريحان في القرآن فهو رزق وزعم الطبرسي أنه قول الأكثر وعليه قول بعض ألأعراب وقد قيل له : إلى أين أطلب من ريحان الله فإنه أراد من رزقه D ووجه إطلاقه عليه أنه يرتاح له وظاهر كلام الكشاف أنه أطلق وأريد منه اللب ليطابق العصف ويوافق المراد منه في قراءة حمزة والكسائي والأصمعي عن أبي عمرو والريحان بالجر عطفاعلى العصف إذ يبعدعليها حمله على المشموم والقريب حمله على اللب فكأنه قيل : والحب ذو العصف الذي هو رزق دوابكم وذو اللب الذي هو رزق لكم وجوز أن يكون الريحان في هذه القراءة عطفاعلى فاطهة كما في قراءة الرفع والجر للمجاورة وهو كما ترى والزمخشري بعد أن فسر الأكمام بما ذكرناه ثانيا فيها والريحان باللب قال : أراد سبحانه فيها ما يتلذذ به من الفواكه والجامع بين التغذي والتلذذ وهو ثمر النخل ومايتغذى به وهو الحب وهوعلى ما في الكشف بيان لإظهار وجه الأمتنان أنه مستوعب لأقسام ما يتناول فيحال الرفاهية لأنه إماللتلذذ الخالص وهو الفاكهة أوله وللتغذي أيضا