تتعلق بما قبلها ولذلك زادت على ثلاثة ولو كان الجميع عائدا على شيء واحد لما زاد على ثلاثة لأن التأكيد لا يزيد عليها كما قال ابن عبد السلام وغيره وهو حسن إلا أنه نظر في إطلاق قوله : إن التأكيد الخ بأن ذلك في التأكيد الذي تابع أما ذكر الشيء في مقامات متعددة أكثر من ثلاثة فلا يمنع وإن لزم منه التأكيد فافهم وبدأسبحانه من النعيم بتعليم القرآن فقال عز قائل : بسم الله الرحمن الرحيم الرحمن .
1 .
- علم القرآن .
2 .
- لأنه أعظم النعم شاناوأرفعها مكانا كيف لا وهو مداره للسعادة الدينية والدنيوية وعيار على الكتب السماوية ما من مرصد ترنوا إليه أحداق المم إلا وهو منشؤه ومناطه ولا مقصد تمتد نحوه أعناق الهمم إلا وهو منهجه وصراطه ونصبه على أنه مفعول ثان لعلم ومفعوله الأول محذوف لدلالة المعنى عليه أي علم الإنسان القرآن وهذا المفعول هو الذي كان فاعلاقبل نقل فعل الثاني إلى فعل المضعف وسها الإمام فحسب أن المحذوف المفعول الثاني حيث قال : علم لا بد له من مفعول ثان وترك للأشارة إلى ان النعمة في التعليم لا في تعليم شخص دون شخص ويمكن أن يقال : أراد أنه لا بد له من مفعول آخر مع هذاالمفعول فلا جزم بسهوه وقيل : المقدر جبريل عليه السلام أو الملائكة المقربين عليهم السلام وقيل : محمد صلى الله تعالى عليه وسلم وعلى القولين يتضمن ذلك الإشارة إلى أن القرآن كلام الله D والقول الأول أظهر وأنسب بالمقام ولي في تعليم غير جبريل عليه السلام مكن الملائكة الكرام تردد بناءا على ما في الإتقان نقلاعنابنالصلاح من أن قراءة القرآن كرامةأكرم الله تعالى بها البشر فقد ورد أن الملائكة لم يعطوا ذلك وأنهم حريصون لذلك على استماعه من الإنس وإنما لم أعتبر عمومه للنصوص الدالة علىأن جبريل عليه السلام كان يقرأالقرآن وكأني بك لا تسلم صحة ما ذكر وإن استثنى منه جبريل عليه السلام وقيل : علم من العلامة ولا تقدير أي جعل القرآن علامة وآية لمن اعتبر أو علامة للنبوة ومعجزة وهذا على ما قيل : يناسب ما ذكر في مفتتح السورة الساقة من قوله تعالى : وانشق القمر وتتناسب السورتان في المفتتح حيث افتتحت الأولى بمعجزة من باب الهيبة وهذه بمعجزة من باب الرحمة .
وقد أبعد القائل ولوأبدى ألف مناسبة فالذي ينبغي أن يعلم أنه من التعليم والمراد بتعليم القرآن قيل : إفاده العلم به لا بمعنى إفادة العلم بألفاظه فقط بل بمعنى إفادة ذلك والعلم بمعانيه على وجه يعتد به وهو متفاوت وقد يصل إلى العلم بالحوادث الكونية من إشاراته ورموزه إلى غير ذلك فإن الله تعالى لم يغفل شيئافيه .
أخرج أبو الشيخ في كتاب العظمة عن أبي هريرة مرفوعاإن الله لو أغفل شيئالأغفل الذرة والخردلة والبعوضة وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن مسعود أنزل في هذا القرآن علم كل شيء وبين لنا فيه كل شيء ولكن علمنا يقصر عما بين لنا في القرآن وقال ابن عباس : لو ضاع لي عقال بعير لوجدته في كتاب الله تعالى وقال المرسي : جمع القرآن علوم الأولين والآخرين بحيث لم يحط بها علما حقيقة إلا المتكلم به ثمر صلى الله تعالى عليه وسلم خلا ما استأثر به سبحانه ثم ورث عنه معظم ذلك سادات الصحابة وأعلامهم كالخلفاء الأربعة ثم ورث عنهم التابعونلهم بإحسان ثم تقاصرت الهمم وفترت العزائم وتضاءل أهل العلم وضعفوا عن حمل الصحابة ما حمل الصحابة والتابعومن علومه وسائر فنونه وفسر بعضهم التعليم بتبنيه النفس لتصور المعاني وجوز الإمام أن يراد به هنا جعل الشخص بحيث يعلم القرآن كقوله تعالى : ولقديسرنا القرآن للذكر وهو بهذا المعنى مجاز كما لا يخفى و الرحمن مبتدأ والجملة بعده خبره كما هو الظاهر وإسناد