رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم في القدر فنزلت يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر إنا كل شيء خلقناه بقدر وأخرج البخاريفي تاريخه والترمذي وحسنه وابن ماجه وابن عدي وابن مردويه عنابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : صنفانمن أمتي ليسلهما في الإسلام نصيب المرجئةوالقدرية أنزلت فيهم آية في كتاب الله إن المجرمين في ضلالوسعر إلى آخر الآيات وكانابن عباس يكره القدرية جدا وأخرج عبد بن حميد عن أبي يحيىالأعرج قال سمعتابن عباس وقد ذكر القدرية يقول : لو أدركت بعضهم لفعلت به كذا وكذا ثم قال : الزنابقدر والسرقة بقدر وشربالخمر بقدر .
وأخرج عن مجاهد أنه قال : قلتلابن عباس : ما تقول فيمن يكذب بالقدر قال : أجمع بيني وبينه قلت : ما تصنعبه قال أخنقه حتى أقتله وقد جاء ذمهم في أحاديثكثيرة منها ما أخرجه أحمد وأبو داود والطبراني عن ابن عمران أن رسول الله ص - قال : لكل أمة مجوس ومجوس أمتي الذين يقولونلا قدر إ مرضوا فلا تعودوهم وإن ماتوافلا تشهدوهم وجوز كون المعنى إنا كل شي خلقناه مقدرأمحكما مستوفي فيه مقتضى الحكمة التي يدور عليها أمر التكوين فالآية من باب وخلق كل شيء فقدره تقديرا ونصب كل بفعل يفسره ما بعدهأي إنا خلقنا كل شيء خلقناه وقرا أبو السمال قال : ابن عطية وقوممن أهل السنة برفع كل وهو على الأبتداء وجملة خلقناه هو الخبر و بقدر متعلق به كما في القراءة المتواترة فتدلالآية أيضاعلى أن كل شيء مخلوق بقدر ولا ينبغي أن تجعل جملة خلقناه صفة ة ويجعل الخبر بقدر لاختلافالقراءتين معنى حينئذ والأصل توافق القراآت وقال الرضي : لا يتفاوتالمعنى لأن مراده تعالىبكل شيء كل مخلوق سواء نصبت كل أو رفعته وسواء جعلت خلقناه صفة مع الرفع أو خبراعنه وذلك إنا خلقنا كل شيءبقدر لا يريد سبحانه به خلقنا كل ما يقع عليه اسم شيء لأنه تعالى لم يخلق جميع الممكنات غير المتناهية واسم الشيء علىكل منها وحينئذ نقول : إن معنى كلشيء خلقناه بقدر على أن خلقناه هو الخبر كل مخلوق مخلوق بقدر وعلى أن خلقناه صفة كل شيء مخلوق كائن بقدر والمعنيان واحدإذ لفظ كل في الآية مختص بالمخلوقات سواء كان خلقناه صفة له أو خبرا وتعقبه السيد السند قدس سره بأنه لقائل أن يقول : إذاجعلنا خلقناه صفة كلالمعنى كل مخلوق متصف بأنهمخلوقنا كائن بقدر وعلةهذا لا يمتنع نظراإلى هذا المعنى أن يكون هناك مخلوقات غير متصفة بتلك فلا تندرج تحت الحكم وأما إذاجعلناه خبراأو نصبا كل شيء فلا مجال لهذا الأحتمال نظراإلى نفس المعنى المفهوم منالكلام فقد اختلف المعنيان قطعاولا يجديه نفعامتصف بتلك الصفة في الواقع لأنه يفهم من خارج الكلام ولا شك أن المقصود ذلك المعنى الذيلا احتمال فيه وذكر نحوه الشهاب الخفاجي ولكونالنصب نصافي المقصود اتفقت القرآت المتواترة عليه مع احتياجه إلى التقدير وبذلك يترجحعلى الموهم لخلافه وإن لم يحتج إليه .
وما أمرنا إلا واحدة أيما شأننا إلا فعلة على نهج لا يختلف ووتيرة لا تتعدد وهي الأيجاد بلا معالجة ومشتقة أو ما أمرنا إلا كلمة واحدة وهي قوله تعالى : كن فالأمر مقابل النهي وواحد الأمور فإذا أراد D شيئاقال له : كن فيكون كلمحبالبصر .
50 .
- أي في السير والسرعة وقيل : هذا في قيام الساعة فهوكقوله تعالى : وما أمر الساعةإلا كلمح البصر ولقد أهلكنا أشياعكم أي أشباهكم فيالكفر