والضلال والطغيان بل هم دونهم في القوة وما أشهها من زينة الدنيا أو أسوأحالامنهم في الكفر وقد أصاب من هو خير ما أصاب فكيف يطمعون هم في أن لا يصيبهم نحو ذلك وكذا قيل : في الخطاب في قوله تعالى : أم لكم براءة في الزبر وجعل بتقدير أم لكفاركم وهو إضراب وانتقال إلى تنكيت آخر فكأنه قيل : بل الكفار كم براءة وأمن من تبعا ما يعملون من الكفر والمعاصي وغوائلها في الكتب المساوية فلذلك يصرون على ما هم عليه ولا يخافون واختار بعضهفي هذا أنه خاص بالكفار وقالوا في قوله تعالى : أم يقولون نحن جميع منتصر .
44 .
- إنه إضراب من التبكيت المذكور إلى تبكيت آخر بطريق الألتفات للإيذان بإفضاء حالهم إلى الإعراض عنهم وإسقاطهم عن رتبة الخطاب وحكاية قبائحهم لغيرهم أي بل أيقولون واثقين بشوكتهم نحن جماعة أمرنا مجتمع لا يرام ولا يضام أو منتصر من الأعداء لا يغلب أو متناصر ينصر بعضنا بعضا .
والذي يترجح في نظر الفقير أن الخطاب في الموضعين خاص على ما يقتضيه السياق بكفار أهل مكةأو العرب وهو ظاهر في الموضع الثاني لا يحتاج إلى شيء وأما في الموضع الأول فوجهه أن تكون الإضافة مثلها في الدراهم كلها كذا وطور سينائ ويوم الأحدولم يقل أأنتم للتنصيص على كفرهم المقتضي لهلاكهم ويجوز أن يعتبر في أكفاركم ضرب من التجريد الذي ذكروه في نحو لهم فيها دار الخلد فكأنه جرد منهم كفار وأضيفوا إليهم وفي ذلك من المبالغة ما فيه ويجوز أن يكون هذا وجها للعدول على أأنتم وربما يترجح به كون الخيرية المنفية باعتبار لين الشكيمة في الكفر وكأنه لما خوف سبحانه الكفار الذين كذبوا الآيات وأعرضوا عنها وقالوا هي سحر مستمر بذكر ما حل بالأمم السالفة مما تبرق وترعد منه أسارير الوعيد قال D لهم : لم لا تخافون أن يحل بكم مثل ما حل بهم أأنتم أقل كفرا وعنادا منهمليكون ذلك سبباللأمن من حلول نحو عذابهم بكم أم أعطاكم الله D براءة من عذابه أنتم أعز نمنهم منتصرون على جنود الله تعالى وعدل سبحانه عن أم أنتم جميع منتصر إلى ما في النظم الجليل للإشارة إلى أن مما لا تحقق له أصلا إلا باللفظ ومحض الدعوى التي لا يوافق عليها فتأمل فأسروا كلام الله تعالى لا تتناهى ثم لا تعجل بالأعتراض على ما قلناه وإن لم يكن لنا سلف فيه حسبما تتبعنا ثم إن جميع على ما أشير إليه بمعنى التي أمرها مجتمع وليسمن التأكيد في شيء بل هو خبر نحن وجوز أن يكو بمعنى مجتمع خبر مبتدأ محذوف وهو أمرنا والجملة خبر نحن وأن يكون هو الخبر والإسناد مجازي و منتصر على ما سمعت إما بمعنى ممتنع يقال : نصره فانتصر إذا منعه فامتنع .
والمرادبالأمتناع عدم المغلوبية أو هو بمعنى منتقم من الأعداء أو هو من النصر بمعنى العون والأفتعال بمعنى التفاعل كالأختصام والتخاصم وكان الظاهر منتصرون إلا أنه أفرد باعتبار لفظ الجميع فإنه مفرد لفظا جمغ معنى ورجح هنا جانب اللفظ عكس بل أنتم قوم تجهلون لخفة الإفراد مع رعاية الفاصلة وليس في الآية رعاية جانب المعنى أولا ثم رعاية جانب اللفظ ثانيا على عكس المشهور وإن كان ذلك جائزا على الصحيح كما لا يخفى على الخبير وقرأ أبو حيوة وموسى الأسواري وأبو البرهسم أم تقولون بتاء الخطاب وقوله تعالى : سيهزم الجمع رد لقولهم ذلك والسين للتأكيد أي يهزم جميعهم البتة ويولون الدبر .
45 .
- أي الأدبار وقد قريء كذلك والإفراد لإرادة الجنس الصادق على الكثير مع رعاية الفواصل ومشاكلة القرائن أو لأنه في تأويل يولي كل واحدمنهم دبره على حد كسانا الأمير حلة الرعاية المذكورة أيضاوقدكان هذا يوم بدر وهو دلائل النبوة لأن الآية مكية وقد نزلت حيث لم يفرض جهاد ولا كان قتال ولذا قال عمر