وقال ابن عباس والضحاك : إنما حجب إدراكهم فدخلوا المنزل ولم يروا شيئا فجعل ذلك كالطمس فعبر به عنه .
وقرأابن مقسم فطمسنا بتشديد الميمللتذكير في المفعول فذوقوا عذابي ونذر .
37 .
- أي فقلنا لهم ذلك على ألسنة الملائكة عليهم السلام فالقول في الحقيقة لهموأسند إليه تعالى مجازالأنه سبحانه الآمر أو القائل ظاهر الحال فلا قول تمثيل والمراد بالعذاب الطمس وهو من جملة ما أنذروه .
ولقد صبحهم بكرة أول النهار وهي أخص من الصباح فليس في ذكرها بعده زيادة وكان ذلك أول شروق الشمس وقرأ زيد بن علي بكرة غير مصروفة للعلمة والتأنيث على أن المراد بها أول النهار مخصوص .
عذاب مستقر .
38 .
- .
يستقر بهم ويدوم حتى يسلمهم إلى النار أو لا يدفع عنهم أو يبلغ غايته .
فذوقواعذابي ونذر .
39 .
- .
حكاية لما قيل لهم بعد التصحيح من جهته تعالى تشديداللعذاب أو هو تمثيل .
ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مذكر .
40 .
- .
تقدم ما فيه من الكلام .
ولقد جاء آل فرعون النذر .
41 .
- .
صدرت قصتهم بالتوكيد القسمي لإبراز كمال الأعتناء بشأنها لغاية عظم ما فيها من الآيات وكثرتها وهول ما لا قوه من العذاب وقوة إيجابها للأتعاظ والأكتفاء بذكر آل فرعون للعلم بأننفسه أولى بذلك فإنهرأس الطغيان ومدى الألوهية والقول : بأنه إشارة إلى إسلامه مما لا يلتفت إليه و النذر إن كان جمع نذير بمعنى الأنذار فالأمر ظاهر وكذا إن كان مصدرا وأما إن كان جمع نذير بمعنى المنذر فالمراد به موسى وهارون وغيرهمالأنهما عرضا عليهم ما أنذر به المرسلون أي بالله تعالى لقد جاءهم المنذرون أوالأنذارات أو الأنذار وقوله تعالى : كذبوا بآياتنا كلها استئناف مبني على سؤالمن حكاية مجيء النذر كأنه قيل : فماذاقيل آل فرعون حينئذ فقيل : كذبوا بجميع آياتنا وهي آيات الأنبياء كلهمعليهم السلام فإن تكذيب البعض للكل أو هي الآيات التسع وجوز الواحدي أن يراد بالنذر نفس الآيات فقوله سبحانه : بآياتنا من إقامة الظاهر مقام الضمير والأصل كذبوا بها وزعم بعض غلاة الشيعة وهم المسلمون بالكشفية في زماننا أن المراد بالآيات كلها علي كرم الله تعالى وجهه فإنه الإمام المبين المذكور في قوله تعالى : وكل شيء أحصيناهفي إمام مبين وأنه كرم الله تعالى وجهه ظهر مع موسىعليه السلام لفرعون وقومه فلم يؤمنوا وهذا من الهذيان بمكان نسأل الله تعالى العفو والعافية فأخذناهم أي آل فرعون وزعم بعضأن ضمير كذبوا وضمير أخذناهم عائدان على جميع من تقدم ذكره من الأمم وتم الكلام عند قوله تعالى : النذر وليس بشيء والفاء للتفريع أي فأخذناهم وقهرناهم لأجل تكذيبهم