فلئن لقيتك خاليين لتعلمن أيي وأيك فارس الأحزاب وقرأ ابن عامر وحمزة وطلحة وابن وثاب والأعمش ستعلمون بتاء الخطاب على حكاية ما قال لهم صالح مجيبالهم وفي الكشاف أو هو كلام على سبيل الألتفات قال صاحب الكشف : أي هو كلام الله تعالى لقوم ثمود على سبيل الألتفات إليهم إما في خطابه تعالى لرسولنا صلى الله تعالى عليه وسلم وهو نظير ما حكاه سبحانه عن شعيب فتولى عنهم وقال يا قوم لقدأبلغتكم بعدما استؤصلوا هلاكاوهو من بليغ الكلام فيه دلالة على أنهم أحقاء بهذا الوعيد وكأنهم حضور في المجلس حول إليهم الوجه لينعى عليهم جناياتهم وأما في خطابه D لصالح عليه السلام والمنزل حكاية ذلك الكلام المشتمل على الألتفات وعلى التقديرينلا إشكال فيه كما توهم ولفظ الزمخشري على الأول أدل هو أبلغ انتهى ومن التفت إلى ما قاله الجمهور في الألتفات لا أظنه تسكن نفسه بما ذكر فتأمل وقرأمجاهد فيما ذكره صاحباللوامح وأبو قيس الأودي الأشر بثلاث ضمات وتخفيفالراء ويقال : أشر وأشر كحذر وحذر فضمة الشين لغة وضم الهمزة تبع لها .
وحكى الكسائي عن مجاهدضم الشين دون الهمزة فهو كندس وقرأأبو حيوة الأشر أفعل تفضيل أي البلغ فيالشرارة وكذا قرأقتادة وأبو قلابة أيضاوهو قليل الأستعمال وإن كان على الأصل كالأخير في قول رؤبة : .
بلال خير الناس وابن الأخير وقال أبو حاتم : لا تكاد العرب تتكلم بالأخير و الأشر إلا في ضرورة الشعر وأنشد البيت وقال الجوهري : لا يقال الأشر إلا في لغة رديئة وقوله تعالى : إنا مرسلوا الناقة الخ استئناف مسوق لبيان مباديء الموعود على ما هو الظاهر وبه يتعين كون المراد بالغد وقت نزول العذاب الدنيوي بهم دون يوم القيامة والإرسالحقيقة في البعث وقد جعل هنا كناية عن الإخراج وأريد المعنى الحقيقي معه كما أومأ إليه بعض الأجلة أي إنا مخرجوا الناقة التي سألوها من الهضبة وباعثوها فتنة لهم امتحانا وجوز إبقاؤها على معناها المعروف فارتقبهم فانتظرهم وتبر ما هم فاعلون واصطبر .
27 .
- على اذاهم ولا تعجل حتى يأتي أمر الله تعالى ونبئهم أن الماء وأخبرهم بأن ماء البئر التي لهم قسمة بينهم مقسوم لها يوم ولهم يوم و بينهم لتغليب العقلاء وقرأمعاذ عن أبي عمرو قسمة بفتح القاف كل شرب نصيب وحصة منه محتضر .
28 .
- يحضره صاحبه في نوبته فتحتضر الناقة تارة ويحضرونه أخرى وقيل : يتحول عنه غير صاحبه من حضر عن كذا تحول عنه وقيل : يمنع عنه غير صاحبه مجاز عن الحظر بالظاء بمعنى المنع بعلاقة السببية فإنمسبب عن حضور صاحبه في نوبته وهو كما ترى وقيل : يحضرون الماء في نوبتهم واللبن فينوبتها والمعنى كل شرب من الماء واللبن يحضرونه أنتم فنادوا أي فأرسلنا الناقة وكانوا على هذه الوتيرة من القسمة فملوا ذلك وعزموا على عقر الناقة فنادوا لعقرها صاحبهم وهو قدار بن سالفأحمير ثمود وكان أجرأهم فتعاطى العقر أي فاجترأ على تعاطيه مععظمته غير مكترث به .
فعقر .
29 .
- فأحدث العقر بالناقة وجوز أن يكون المرادفتعاطى الناقة فعقرها أو فتعاطى اتلسيف فقتلها .
وعلى كل فمفعول تعاطي محذوف والتفريع لا غبار عليه وقيل : تعاطي منزل منزلة اللازم على أن معناه أحدث