الدال علىعدم التعيين وهو صفة أخرى لبشر وتأخيره مع إفراده عن الصفة الأولى مع كونها شبه الجملة للتنبيه على أن كلامن الجنسية والحدة مما يمنع الأتباع ولو قدم عليها لفات هذا التنبيه وقرأأبو السمال فيما ذكر الهذلي في كتابهالكامل وأبو عمرو الداني أبشر منا واحد برفعهما على أن بشر مبتدأ وما بعده صفته وقوله تعالى : نتبعه خبره ونقل ابن خالويه وصاحب اللوامح وابن عطية عن أبي السمال رفع بشر ونصب واحدا وخرج ذلك ابن عطية على أن رفع بشر إما على إضمار فعل مبني للمفعول والتقدير أينبأ بشر وإما على الأبتداء والخبر جملة نتبعه ونصب واحدا على الحال إما من ضمير النصب في نتبعه وإما من الضمير المستتر في منا وخرج صاحب اللوامح نصب واحدا هلى هذا أيضا وأما رفع بشر فخرجه على الأبتداء وإضمار الخبر أي أبشر منا يبعث إلينا أو يرسل أو نحوهما وتقدم الأستفهام يرجحتقدير فعل يرفع به إنا إذا .
أي إذا اتبعنا بشرامنا واحدا لفي ضلال عظيم عن الحق وسعر .
24 .
- أي نيران جمع سعير .
وروي أن صالحاعليه السلام كان يقول لهم : إن لم تتبعوني كنتم في ضلال عن الحق وسعر فعكسوا عليه لغاية عتوهم فقالوا : إن اتبعناك كنا كما تقول فالكلام من باب التعطيس والقول بالموجب وجمع السعير باعتبار الدركات أو للمبالغة وروي عن ابن عباس ما يحتمل ما قلنا فإنه قال : أي لفي بعد عن الحق وعذاب وفي رواية أخرى عنه تفسير السعر بالجنون على أنهاسم مفرد بمعنى ذلك يقال ناقة مسعورة إذاكانت تفرطفي سيرها كأنها مجنونة قال الشاعر : كأن بها سعرا إذا العيس هزها ذميلوإرخاء من السير متعب والأول أوجه وأفصح ألقى الذكر عليه من بيننا أي أأنزل عليه الوحي من بيننا وفينامن هو أحق منه بذلك والتعبير بألقى دون أنزل قيل : لأنه يتضمنالعجلة في الفعل بل هو كذاب أشر .
25 .
- أي شديد البطر وهو على ما قال الراغب : دهش يعتري من سوء احتمال النعمة وقلة القيامبحقها ووضعها إلى غير وجهها ويقاربه الطرب وهو خفة أكثر ما تعتري من الفرح ومرادهم ليس الأمر كذلك بل هو كذا وكذا حمله شدة بطره وطلبه التعظيم علينا على ادعاء ذلك وقرأ قتادة وأبو قلابة بل هو الكذب الأشر بلام التعريف فيهما وبفتح الشين وشد الراء وسيأتي إن شاء الله تعالى قريباما في ذلك وقوله تعالى : سيعلمون غدا من الكذاب الأشر .
26 .
- حكاية لما قاله سبحانه وتعالى لصالح عليه السلام وعدا له ووعيدالقومه والسين لتقريب مضمون الجملة وتأكيده والمراد بالغد وقت نزول العذاب الدنيوي بهم وقيل : يومالقيامة فهو لمطلق الزمان المستقبل وعبر به لتقريبه وعليه قول الطرماح : ألا عللاني قبل نوح النوائح وقبل اضطراب النفس بين الحوائج وقبل غد يا لهف نفسي على غد إذا راح أصحابي ولست برائح أي سيعلمون البتة عن قريب من الكذاب الأشر الذي حملهأشره وبطره على ما حمله أصالح أم من كذبه والمراد سيعلمون أنهم هم الكذابون الأشرون لكن أورد ذلك مورد الأبهام إيماءا إلى أنه مما لا يكاد يخفى ونحوه قول الشاعر :