أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أنه قال : لم تمطر السماء قبل ذلك اليوم ولا بعده إلامن السحاب وفتحت أبواب السماء بالماء من غير سحاب ذلك اليوفالتقى الماآن وفي رواية لم تقلع أربعين يوما وعن النقاشأنه أريد بالأبواب المجرة وهي شرج السماء كشرج العيبة والمعروف من الأرصادأن المجرة كواكب صغار متقاربة جدا والله تعالى أعلم .
ومن العجيب أنهم كانوا يطلبونالمطر سنين فأهلكهم الله تعالى بمطلوبهم وقرأابن عامر أبو جعفر والأعرج ويعقوب ففتحنا بالتشديد لكثرة الأبواب والظاهر أن جميع القلة هنا للكثرة وفجرنا الأرض عيونا وجعلنا الأرض كلها كأنها عيون متفجرة وأصله فجرنا عبيون الأرض فغير إلى التمييز للمبالغة بجعل الأرض كلها متفجرة مع الإبهام والتفسير فالتمييز محول عن المفعول وجعله بعضهم محولاعن الفاعل بناءاعلى أنه الأكثر والأصل انفجرت عيون الأرض وتحويله كما يكون عن فاعل الفعل المذكور يكونعن فاعلفعل آخر يلاقيه في الأشتقاق وهذا منه وهو تكلف لا حاجة إليه ومنع بعضهم مجيء التمييز من المفعول فأعرب عيونا حالا مقدرة وجوز عليه أن يكون مفعولا ثانيا لفجرنا على تضمينه ما يتعدى إليه أيصيرنا بالتفجير الأرض عيوناوكان ذلك على ما في بعض الروايات يوما وقرأعبد الله وأصحابه وأبو حيوة والمفضل عن عاصم فجرنا بالتخفيف فالتقى الماء أي ماء السماء وماء الأرض والإفراد لتحقيقأن التقاء الماءين لم يكن بطريق المجاورة بلبطريق الأختلاط الأتحاد وقرأعلي كرم الله تعالى وجهه والحسن ومحمدبن كعب والجحدي الما آن والتثنية لقصد بيان اختلاط النوعين وإلا فالماء شامل لماء السماء وماء الأرضونحوه قوله : لنا إبلان فيهما ما علمتم فعن أيها ما شئتم فتنكبوا وقيل : فيها إشارة إلى أن ماء الأرض فار بقوة وارتفع حتى لاقى ماء السماء وفي ذلك مبالغة لا تفهم من الأفراد وقرأ الحسن أيضا ماوان بقلب الهمزة واواكقولهم : علباوان كما قال الزمخشري ولم يرد أنه نظيره بل أراد كما أن هنالك إبدالابعلة أنها غير أصلية لأنها زائدة للإلحاق كذلك ههنا لأنها مبدلة والبدل وإن كان من الهاء لكنهاأجريت مجرى البدل عن الواو في النسبة فيه : ما وي وجاء في جمعه أمواء كماجاءأمواه ولا يبعد أن يكون من ثناه بالواو قاسه على النسبة كذا في الكشف وعنه أيضاالمايان بقلب الهمزة ياءا .
على أمر قد قدر أي كائنا على حال قدرها الله تعالى في الأزل من غير تفاوت أو على حال قدرت وسويت وهي أن ما نزل على قدر ما خرج .
وقيل : إن ماء الأرض علا سبعة عشر ذراعا ونزل ماء السماء مكملاأربعين وقيل : ماء الأرض كان أكثر وله مقدار معين عند الله D أو على أمر قدره الله تعالى وكتبه في اللوح المحفوظ وهو هلاك قوم نوح بالطوفان ورجحه أبو حيان بأن كل قصة ذكرت بعد ذكر الله تعالىفيها هلاك المكذبين فيكون هذا كناية عن هؤلاء و على عليه للتعليل ويحتمل تعلقها بالتقى وفيه رد علىأهل الأحكام النجومية حيث زعموا أن الطوفان لاجتماع الكواكب السبعة ما عداالزهرة في برج مائي وقرأ أبو حيوة وابن مقسم قدر بتشديدالدال وحملناه أي نوحا عليه السلام على ذات ألواح أخشاب عريضة ودسر أي مسامير كما قاله الجمهور وابن عباس في رواية ابن جرير وابن المنذر جمع دسار ككتاب وكتب وقيل :