بغلوهم في العناد والمكابرة ما روي عن أنس ومن معه وقريء وأن يروا بالبناء للمفعول من الإرادءة وكذبوا النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وبماأظهره الله تعالى على يدهمن الآيات واتبعواأهواءهم التي زينها الشيطان لهم وقيل : كذبوا الآية التي هي انشقاق القمر واتبعوا أهواءهم وقالواسحر القمر أو سحرت أعيننا والقمر بحاله والعطف على الجزاء السابق وصيغةالماضي للدلالة على التحقق وقيل : العطف على اقتربت والجملة الشرطيةاعتراضيةلبيان عادتهم إذاشاهدوا الآيات وقوله تعالى : وكل أمرمستقر .
3 .
- استئناف مسوق للرد على الكفارفي تكذيبهم ببيان أنه لا فائدة لهم فيه ولا يمنععلة شأنه صلى الله تعالى عليه وسلم أو لإقناطهم عما علقوا به أمانيهم الفارغةمن عدم استقرار أمره E حسبما قالوا : سحر مستمر ببيان ثبوته ورسوخه أي وكل أمر من الأمور منته إلى غاية يستقر عليها لا محالة ومنجملتها أمر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فسيصير غاية يتبينعندها حقيته وعلو شأنه وللإشارة إلىظهور هذه الغاية لأمره E لميصرح بالمستقر عليه وفي الكشاف أي كل أمرلا بد أن يصيرغاية يستقر عليها وأن أمره صلى الله عليه وسلّم سيصير إلى غاية يتبين عندها أنه حقأو باطل وسيظهر له عاقبتهم أو وكل أمر من أمره E وأمرهم مستقرأيسيثيب ويستقر على حالة نصرة أو خذلان في الدنيا أو سعادةأو شقاوة في الآخرة قال في الكشف : والكلام على الأول تذييل جارمجرى المثلوعلى الثاني تذييل غير مستقر وقرأ شيبة مستقر بفتح القاف ورويت عن نافع وزعم أبو حاتم أنها لا وجه لها وخرجت على أن مستقرا مصدر بمعنى استقرار وحمله على كل أمر بتقديرمضاف أي ذومستقر ولو لم يقدر وقصد المبالغة صح وجوز كونه اسم زمان أو مكان بتقدير مضاف أيضا أي ذو زمان استقرار أو ذو موضعاستقرار وتعقب بأن كون كل أمر لا بد من زمان أو مكان أمرمعلوم لا فائدةفي الأخبار به وأجيب بأن فيه إثبات الأستقرارله بطريق الكناية وهيأبلغ من التصريح .
وقرأزيد بن علي مستقر بكسر القاف والجر وخرج على أنه صفة أمر وأن كل معطوف على الساعة أي اقتربتالساعة واقترب كل أمر يستقر ويتبين حاله أي بقربها قالفي الكشف : وفيه شمةمن التجريد وتهويل عظيم حيث جعلفي اقترابها اقتراب كل أمر يكون له قرار وتبين حال مما له وقع وقوله تعالى : وانشق القمر على هذا إما على تقدير قد وينصره القراءة بها وإما منزلمنزلة الإعراض لكونه مؤكدا لقرب الساعة وقوله سبحانه : وإن يروا آية الخ مستطرد عند ذكر انشقاق القمر .
واعترض ذلك أبو حيان بأنه بعيد لكثرة الفواصل بين المعطوف والمعطوف عليه وجعل الكلام عليه نظير أكلت خبزا وضربتخالدا وإن يجيء زيد أكرمه ورحلإلى بنيفلان ولحما بعطف لحما على خبرا ثم قال بللا يوجد مثله في كلام العرب وتعقب بأنه ليس بشيء لأنه إذادلعلى العطف الدليل لا يعدذلك مانعا منه على أن بين الآية والمثال فرقا ولا يخفى وقال صاحب اللوامح إن مستقر خبر كل والجرد للجوار واعترضه أبو حيان أيضا بأنه ليس يجيد لأن الجرد علىالجوار في غاية الذوذ في مثله إذا لم يعهدفي خبر المبتدأ وإنما عهد في الصفة على اختلاف النحاة في وجوده واستظهركون كل مبتدأ وخبره مقدر كآت أومعمول به ونحوه ممايشعر به الكلام أو مذكور بعدوهو قوله تعالى : حكمة بالغة وقد اعترض بينها بقوله سبحانه : ولقد جاءهم في القرآن من الأنباء أي أخبار القرون الخالية أو أخبار الآخرة والجار والمجرور