الأنشقاق بعد النفخة الثانية والتعبيربالماضي لتحقق الوقوع وروي ذلك عن عطاء أيضا ويؤيد الذي عليه الأكثرون قراءة حذيفة وقد انشق القمر فإن الجملة عليها حالية فتقتضي المقارنة لاقتراب الساعة ووقوع الأنشاق قبل يوم القيامة وكذا قوله تعالى : وإن يروا آية يعرضوا فإنه يقتضيأن الأنشقاقآية رأوها وأعرضوا عنها وزعم أن انشقاق القمرعبارةعن انشقاق الظلمة عند طلوعه وهذا كما يسمى الصبح فلقا عند انفلاق الظلمة عنه وقد يعبر عن الأنفلاقبالأنشقاقكمافي قوله النابغة : فلما أدبروا ولهم دوي دعانا عند شق الصبح داعي وزعم آخر أن معنى انشقالقمروضح الأمر وظهر وكلا الزعمينمما لا يعول عليه ولا يلتفت إليه ولا أظن الداعيإليهما عند من يقربالسعةالتي هي أعظم من الأنشقاق ويعترف بالعقائد الإسلامية التي وقع عليها الأتفاق سوى عدم ثبوتالأخبار في وقوع ذلك على عهده E عندهومنشأ ذلك القصور التاموالتمسك بشبه هي على طرف الثمام ومع هذا لا يكفر المنكر بناءا على عدمالأتفاق على تواتر ذلك وعدمكون الآية نصا فيه والأخراج من الدين أمر عظيم فيحتاط فيه ما لا يحتاط في غيره والله تعالىالموفق .
والظاهر أن المراد باقتراب الساعة القرب الشديد الزماني وكلآت قريب وزمان العالم مديد والباقيبالنسبةإلى الماضي شيء يسير ومال الإمام إلى أن المراد به قربها في العقول والأذهان وحاصله أنها ممكنة إمكانا قريبا لا ينبغيلأحد إنكارها واستعمالالأقتراب مع أنه أمر مقطوع به كاستعمال لعل في قوله تعالى : لعل الساعةتكون قريبا مع أن الأمر معلوم عند الله تعالى وانشقاق القمرآية ظاهرة على هذا القرب وعلى الأول قيل : هو آية لأصل الأمكان الذي يقتضيه الوقوع وقيل : هو آية لقرب الوقوع ومعجزة للنبي صلى الله عليه وسلّم باعتبار أن الله تعالى مخبر في كتبه بأنه إذا قربت الساعة انشق القمرمعجزة وكلاهما كما ترى واختاربعضهم أنه آية لصدق النبيE في جميع ما يقول ويبلغ ربهسبحانه لأنه معجزه له A ومنه دعوىالرسالة والأخبار باقترابالساعةوغير ذلك و آية نكرة في سياق الشرط فتعم فالمعنى وإن يروا كل آيةيعرضوا عن التأمل فيها ليقفوا على وجه دلالتها وعلو طبقتها ويقولون سحر أي هذا أو هو أي ما نراه سحر مستمر .
2 .
- أي مطرد دائم يأتي به محمد صلى الله تعالى عليه وسلم على مر الزمان وهو ظاهر في ترادف الآياتوتتابع المعجزات .
وقال أبو العالية والضحاك : مستمر محكم موثقمن المرة بالفتح أو الكسر بمعنى القوة وهو في الأصل مصدرمررت الحبل مرةإذافتلته فتلا محكما فأريدبه مطلق المحكم مجازا مرسلا وقال أنس ويمان ومجاهد والكسائي والفراء واختارهالنحاس مستمرأي مار ذاهب زائل عن قريب عللوا بذلك أنفسهمومنوها بالمانيالفارغة كأنهم قالوا : إن حاله E وما ظهر من معجزاته سبحانه .
سحابةصيف عن قريبتشفع .
ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون وقيل : مستمر مشتد المرارة أي مستبشع عندنا منفور عنه لشدةمرارته يقال : مر الشيء وأمرإذاصارمراوأمر غيره ومره يكون لازما ومتعديا وقيل : مستمر يشبه بعضه بعضا أي استمرت أفعاله على هذا الوجه من التخيلات وقيل : مستمر مار من الأرضإلى السماءأي بلغ من سحره أنه سحر القمروهذا ليس بشيء ولعلالأنسب