وأنكر الفلاسفة أصل الأنشقاق بناءا على زعمهماستحالة الخرق والألتئام على الأجرام العلوية ودليلهم على ذلك أوهن من بيت العنكبوت وقد خرق بأدنىنسمةمن نسمات أفكار أهلالحق العلويين خرقا لا يقبل الألتئامكما بين في موضعه وقال بعض الملاحدة : لو وقعلنقل متواترا واشترك أهل الأرض كلهم في معرفته ولم يختص بها أهل مكة لأنه أمر محسوس مشاهد والناس في شركاء والطباع حريصة على رواية الغريب ونقل ما لم يعهد ولا أغرب من انشقاق هذا الجرم العظيم ولم يعهد أصلا في الزمن القديم ولو كان له أصل لخلد أيضا في كتب التيسير والتنجيم ولذكره أهل الأرصاد فقد كانت موجودة قبل البعثة بكثير وإطباقهم على تركه وإغفاله مع طلالة شأنه ووضوح أمره مما لا تجوزه العادة وأيضا لا يعقل لخرق هذا الجرم العظيم وأيضا خرقه يوجب صوتا هائلا أشدمن أصواتالصواعق المهلكة بأضعافمضاعفة لا يبعد هلاك أكثر أخلالأرض منه وأيضا متى خرق وصار قطعتينذهبت منه قوة التجاذبكالجبل إذا انشق فيلزم بقاؤه منشقا ولا أقل من أن يبقى كذلك سنين كثيرة والجواب عن ذلك أنه وقع في الليل وزمان الغفلةوكان في زمان قليل ورؤية القمر في بلد لا تستلزم رؤيته في جميع البلاد ضرورة اختلاف المطالع فقد يكون القمر طالعا على قوم غائبا عن آخرين ومكسوفا عند قوم غير مكسوف عند آخرين والأعتناءبأمر الأرصاد لم يكن بمثابته اليوم وغفلةأهلها لحظة غير مستبعد والأنشقاق لا تختلفبه منازله ولا يتغير به سيره غاية ما في الباب أن يحدث في القطعة الشرقية قوةسير لتلحق أختها الغربية واي مانع من أن يخلق الله تعالى فيها من السرعة نحو ما خلق الله تعالىسبحانه في ضوء الشمس فقد قال أهل الحكمةالجديدة : إن بين الأرض والشمس ثلثمائةألف فرسخ وأربعون ألف فرسخ وأن ضوءها ليصل إلى الأرضفي مدة ثمان دقائق وثلاث عشرة ثانية فيقطع الضوء في كل ثانية سبعين ألف فرسخ ولا يلزم أن يعلمسبب كلحادث بل كثير من الحوادث المتكررة المشاهدة لم يوقف على أسبابها كرؤيةالكواكب قريبةمع بعدهاالمفرطفقد ذكروا أنهم لم يقفوا على سببه ويكفيفي ذلكعدم وقوفهم على سبب الإبصار بالعين على الحقيقةولو أخبرهم مخبر بفرض إن لم يكن لهم بخواص البصرمع كونه قطعة شحم صغيرةمعروفة أحوالها عند أهل التشريح لأنكروا عليه غاية الإنكار وكذبوه غاية التكذيب ونسبوه إلى الجنون .
ومن سلمتأثيرالنفوس إلى حدأن يصرعالشخص آخر بمجرد النظر إليه وتوجيه نفسه نحوه لم يستبعد أن يكون هناكسبب نحو ذلك وقد صح في إصابة العين أن بعض الأعراب ممنله عين صائبة يفلق سنام الناقة فلقتين وربما تصور له من رمل فينظرإليه ويفلقهفينفلق سنامها مع عدم رؤيته لها نفسها وهذا كله من باب المماشاةوإلا فإراة الله تعالى كافية في الأنشقاق وكذا في كل المعجزات وخوارق العادات ولو كان لكل حادث سبب لزم التسلسل وقد قامت الأدلة على بطلانه وكون الخرق يوجب صوتا هائلا ممنوع فيما نحن فيه ومثله ذهاب التجاذبوالجسام مختلفة من حيث الخواص فلا يلزم اتحاد جرمالقمر والرض فيها ويمكن أن يكون إحدىالقطعتين كالجبل العظيم بالنسبة إلى الأرض إذا ارتفع عنها بقاسر مثلا جذبته إليه إذا لم يخرج عن حد جذبها على ما زعموه ويلتزم في تلكالقطعة عدم الخروج عن حد الجذبعلى أنا في غنى عن كل ذلك أيضا بعد إثبت الأمكان وشمول قدرته D وأنه سبحانه فعال لما يريد .
والحاصلأنه ليس عند المنكر سوىالأستبعاد ولا يستطيع أن يأتي بدليلعلى الأستحالةالذاتية ولو انشق والأستبعاد في مثل هذه المقامات قريب من الجنون عند من له عقل سلم وروي عن الحسن أنه قال : هذا