يقال : أمني الرجل ومني بمعنى وقال الأخفش : أي تقدر يقالأ مني لك الماني أي قدر لك المقدر ومنه المنا الذي يوزن به فيما قيل والمنية وهي الأجل المقد للحيوان وأن عليه النشأة الأخرى .
47 .
- أي الأحياء بعدالإماتة وفاءابوعده جل شأنه وفي البحر لما كانت هذه النشأة ينكرها الكفار بولغ بقوله تعالى عليه كأنه تعالى أوجب ذلك على نفسه وفي الكشاف قال سبحانه : عليه لأنها واجبة في الحكمة ليجازي على الأحسان والإساءة وفيه مع كونه طريق الأعتزالنظر وقرأ ابن كثير وأبو عمرو النشأة بالمد وهي أيضامصدر نشأة الثلاثي وأنه هو أغنى وأفنى .
48 .
- وأعطى القنية وهو ما يبقى ويدوم من الأموال ببقاء نفسه أو أصله كالرياض والحيوان والبناء وإفراد ذلك بالذكر مع دخوله في قوله تعالى : أغنى لأن القنية أنفس الأموال وأشرفها وفي البحر يقال : قنيت المال أي كسبته ويعدى أيضابالهمزة والتضعيف فيقالأ : أقناه الله تعالى مالاوقناه الله تعالى مالا وقال الشاعر : كممن غني أصاب الدهر ثروته ومن فقير يقني بعدإقلال أي يقني المال وعن ابن عباس أغنى مول وأقنى أرضى وهو بهذا المعنى مجاز منالقنية قال الراغب : وتحقيق ذلك أنه جعل له قنية منالرضا والطاعة وذلك أعظم القنائن ولله تعالى در من قال : هل هي إلا مدة وتنقضي ما يغلبالأيام إلا من رضى وعن ابن زيد والأخفش اقتنى أفقر ووجه بأنهما جعلا الهمزة فيه للسلب والإزالة كما في أشكى وقيل : إنهما جعلا أقنى بمعنى جعل له الرضا والصبر قنية كناية عن ذلك ليظهر فيه الطباق كما في أمات وأحيا وأضحك وأبكى وفسره بأفقر أيضا الحضرمي إلا أنه كما أخرج عنه ابن جرير وأبو الشيخ قال أغنى نفسه سبحانه و أفقر الخلائق إليه D والظاهر على تقدير اعتبار المفعول في جميع الأفعال المتقدمة أنيكون من المحدثات الصالحة لتعلق الفعل وعندي أن أغنى سبحانه نفسه كأوجدجل شأنه نفسه لا يخلو عن سماجة وإيهام محذور وإنما لم يذكر مفعول لأن القصد إلى الفعل نفسه وأنه هو رب الشعرى .
49 .
- هي الشعرى العبور بفتح العين المهملة والباء الموحدة والراء المهملة بعدالواو وتقال الشعري أيضاعلى الغميصاء بغين معجمة مضمومة وميم مفتوحة بعدها ياء مثناة تحتية وصاد مهملة ومد والأولى فيالجوزاء وإنما قيل لها العبور لأنها عبرت المجردة فلقيت سهيلا ولأنها تراه إذاطلع كأنها ستعبر وتسمى أيضا كلب الجبار لأنها تتبع الجوزاء المسماة بالجبار كما يتبع الصائدأو الصيد والثانية في ذراع الأسد المبسوطة وإنما قيل لها الغميصاء لأنهابكت من فراق سهيل فغمصت عينيها والغمص ما سال من الرمص وهو وسخ أبيض يجتمع في الموق وذلك من زعم العرب أنهما اختا سهيل وفي القاموس منأحاديثهم أن الشعري العبور العبور قطعت المجرة فسميت عبورا وبكت الأخرى على أثرها حتى غمصت ويقال لها الغموص أيضا وقيل : زعموا أن سهيلا و الشعري كانا زوجين فانحدر سهيل وصار يمانيا فاتبعه الشعري فعبرت المجرة فسميتالعبور وأقامت الغميصاء وسميت بذلك لأنها دون الأولى ضياءا وكل ذلك من تخيلاتهم الكاذبة التي لا حقيقة لها والمتبادر عند الإطلاق وعدم الوصف العبور لأنها أكبر جرماوأكثر ضياءاوهي التي عبدت من دون الله سبحانه في الجاهلية .
قال السدي : عبدتها حمير وخزاعة وقال غيره : أول من عبدها أبو كبشة رجل من خزاعة أو هو سيدهم