التقليد في الأعتقاديات وفيه بحث والظاهرية على إبطاله مطلقاوإبطالالقياس ورده على أتم وجه في الأصول وما أخرج ابن أبي حاتم عن أيوب قال : قال عمر بن الخطاب : احذروا هذا الرأي على الدين فإنما كان الرأي من رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم مصيبا لأن الله تعالىكان يريه وإنما هو من تكلف وظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا هو أحدأدلتهم على إبطال القياس أيضا وقد حكى الآدمي فيالأحكام نحوه عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما فقال : قال ابن عمر : اتهموا الرأي عن الدين فإن الرأي منا تكلف وظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا وأجاب عنه غايته الدلالة على احتمال الخطأ فيه وليس فيه ما يدل على إبطاله وأن المراد بقوله : إن الظن الخ استعمالأ الظن في مواضع اليقين وليس المراد إبطال الظن بدليل صحة العمل بظواهر الكتاب والسنة ويقالأ نحو هذافي كلام عمر رضي الله تعالى عنه وقد ذكر جملة من الآثار استدل بها المبطل على ما زعمه وردها كلها فمن أراد ذلك فليراجعه فأعرض عن من تولى عن ذكرنا أي عنهم ووضع الموصول موضع ضميرهم للتوسل به إلى وصفهم بما في حيز صلته من الأوصاف القبيحة وتعليل الحكم بها أي فأعرض عمن أعرض عن ذكرنا المفيد للعلم الحق وهو القرآن العظيم المنطوي على بيان الأعتقادات الحقة المشتمل على علومالأولين والآخرين والمذكر للآخرة وما فيها من الأمور المرغوب فيها والمرهوب عنها والمراد بالأعرض عنه ترك الأخذبما فيه وعدم الأعتناء به وقيل : المراد بالذكر الرسول ص - وبالأعرض عنه ترك الأخذ بما جاء به وقيل : المراد به الأيمان وقيل : هو على ظاهره والأعراض عنه كناية عن الغفلة عنه D ولم يرد إلا الحياةالدنيا .
29 .
- راضيابها قاصرانظره عليها جاهدافيما يصلحها كالنظر بن الحرث والوليد بن المغيرة والمراد من الأمر المذكور النهي عن المبالغة في الحرص على هداهم كأنه قيل لا تبالغ في الحرص على هدى من تولى عن ذكرنا وانهمك في الدنيا بحيث كانتمنتهى همته وقصارى سعيه وقوله تعالى : ذلك أي أمر الحياة الدنيا المفهوممن الكلام ولذا ذكر اسم الإشارة وقيل : أي ما أداهم إلى ما هم فيه من التولي وقصر الإرادة على الحياة الدنيا وقيل : ذلك إشارة إلى الظن الذي يتبعونه وقيل : إلى جعلهم الملائكة بنات الله سبحانه وكلاالقولين كما ترى مبلغهم من العلم أي منتهى علمهم لا علم لهم فوقه واعتراض مقررلمضمون ما قبلها من قصر الإرادة على الحياة الدنيا .
والمراد بالعلم مطلق الإدراك للظن الفاسد وضمير مبلغهم لمن وجمع باعتبار معناه كما أن إفراده قبل باعتبار لفظه وقوله سبحانه : إن ربك هو أعلم بمن ظل عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى .
30 .
- تعليل للأمر بالأعراض وتكرير قوله تعالى : هو أعلم لزيادة التقرير والإنذار بمكال تباين المعلومين والمراد بمن ضل من أصر علىالضلال ولم يرجع إلى الهدى أصلا و بمن اهتدى من شأنه الأهتداء في الجملة أي هو جل شأنه المبالغ في العلم بمن لا يرعوي عن الضلال أبدا وبمن يقبل الأهتداء في الجملة لا غيره سبحانه فلاتتعب نفسك في دعوتهم ولاتبالغ في الحرص عليهم فإنهم من القبيل الأول وقوله تعالى : ولله ما فيالسماوات وما في الأرض أي له ذلك على الوجه الأتم أي خلقاوملكالا لغيره D أصلا لا استقلالا ولا اشتراكا ويشعر بفعل يتعلق به