وكم منملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا وإقناطهم عما طعموا به من شفاعة الملائكة عليهمالسلام موجب لإقناطهم عن شفاعة الأصنام بطريق الأولوية وكم خبرية مفيدة للتكثير محلها الرفع على الأبتداء والخبر الجملة المنفية وجمع الضمير في شفاعتهم مع إفراد الملك باعتبار المعنى أي وكثير من الملائكة لا تغني شفاعتهم عدنالله تعالى شيئامن الإغناء في وقت من الأوقات إلآ من بعدأن يأذن الله تعالى لهم في الشفاعة .
لمن يشاء أن يشفعوا له ويرضة .
26 .
- ويراه سبحانه أهلا للشفاعة من أهل التوحيد والأيمان وأما من عداهم من أهل الكفر والطغيان فهم منإذن الله تعالى بمعزل وعنه بألف ألفمنزل وجوز أن يكون المراد إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء من الملائكة بالشفاعة ويراه D أهلالها وأيا ما كان فالمعنى على أنه إذاكان حال الملائكة في باب الشفاعة كما ذكرنا فما ظنهم بحال الأصنام والكلام قيل من باب : .
على لا حب لا يهتدي بمناره .
فحاصله لا شفاعة لهمولا غناء بدون أن يأذن الله سبحانه الخ وقيل : هو وارد على سبيل الفرض فلا يخالف قوله تعالى : من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه وقرأزيد بن علي شفاعتهبإفراد الشفاعة والضمير وابن مقسم شفاعاتهم بمجمعها وهو اختيار صاحب الكامل أبي القاسم الهذلي وأفردت الشفاعة في قراءة الجمهور قال أبو حيان : لأنها مصدر ولأنهم لو شفع جميعهم لواحدلم تغن شفاعتهم شيئا إن الذين لا يؤمنون بالآخرة وبما فيها من العقاب على ما يتعاطونه من الكفر والمعاصي ليسمون الملائكة المنزهين عن سمات النقصان على الإطلاق تسمية الأنثى .
27 .
- فإنهم كانوا يقولو الملائكة بنات الله سبحانه وتعالى عما يقولون والملائكة في معنى استغراق المفرد فيكون التقدير ليسمون كل واحدمن الملائكة تسمية الأنثى أي يسمونه بنتالأنهم إذاقالوا ذلك فقد جعلوا كل واحد منهم بنتا فالكلام على وزان كسانا الأمير حلة أي كسكل واحد منا حلة والإفراد لعدم اللبس ولذالم يقل تسمية الإناث فلا حاجة إلى تأويل الأنثى بالإناث ولا إلى كون المراد الطائفة الأنثى وما ذكر أولاقيل : مبني على أن تسمية الأنثى في النظمالجليل ليس نصبا على التشبيه وإلا فلا حاجة إليه أيضا وفي تعليقالتسمية بعدم الإيمان بالآخرة إشعار بأنها في الشناعة والفظاعة واستتباع العقوبة غب الآخرة بحيث لا يجتريء عليها إلا من لا يؤمن بها رأسا وقوله تعالى : وما لهم به من علم حال من فاعل يسمون وضمير به للمذكور من التسمية وبهذا الأعتبار ذكر أو باعبار القول أي يسمونهم إناثا والحال لا علم لهم بما يقولون أصلا وقرأأبيبها أي بالتسمية أو بالملائكة إن يتبعون أي ما يتبعون في ذلك إلا الظن أي التوهم الباطل وإن الظن أي جنس الظن كان يلوح به الإظهار في موضع الإضمار وقيل : الإظهار ليستقل الكلام استقلال المثل .
لا يغني من الحق شيئا من الإغناء فإن الحق الذي هو عبارة عن حقيقة الشيء وما هو عليه إنما يدرك إدراكا معتدا به إذاكان عن يقين لا عن ظن وتوهم فلا يعتد بالظن في شأن المعارف الحقيقية أعني المطالب الأعتقادية التي يلزم فيها الجزم ولو لم يكن عن دليل وإنما يعتد به في العمليات وما يؤدي إليها .
وفسر بعضهم الحق بالله D لقوله سبحانه : ذلك بأن الله هو الحق واستدلبالآية من لم يعتبر