المعنى الأول من غير تعرض للمسمى لتحقيق أن تلك الأصنام التي يسمونها آلهة أسماء مجردة ليس لها مسميات قطعاكما في قوله سبحانه : ما تعبدون من دونهإلا أسماء الآية لا أن هناك مسميات لكنها لا تستحق التسمية وقيل : هي للأسماء الثلاثة المذكورة حيث كانوا يطلقونها على تلك الأصنام لاعتقادهم أنها تستحق العكوف على عبادتها والأعزاز والتقرب إليها بالقرابين وتعقب بأنه لو سلم دلالة الأسماء المذكورة على ثبوت تلك المعاني الخاصة للأصنام فليس في سلبها عنها مزيد فائدة بل إنما هي في سلب اللوهية عنها كما هو زعمهم المشهوفي حق جميع الأصنام على وجه برهاني فإن انتفاء الوصف بطريق الأولوية أي ما هي شيء من الأشاء إلا أسماء خالية عن المسميات وضعتموها أنتم وآباؤكم بمقتضى الأهواء الباطلة ما أنزل الله بها من سلطان برهان يتعلقون به إن يتبعو أي ما يتبعون فيما ذكر من التسمية والعمل بها إلا الظن إلا توهم أن ما هم عليه حق توهماباطلا فالظن هنا مراد به التوهم وشاع استعماله فيه ويفهم من كلام الراغب أن التوهم من أفراد الظن وما تهوى الأنفس أي والذي تشتهيه أنفسهم الأمارة بالسوء على أن ما موصولة وعائدها مقدر وأل في الأنفس للعهد أو عوض عن المضاف إليه وجوز كون ما مصدرية وكذا جوز كون أل للجنس والنفس من حيثهي إنما تهوى غير الأفضل لأنها مجبولة على حب الملاذ وإنما يسوقها إلى حسن العاقبة العقل والألتفات في يتبعون إلى الغيبة للأيذان بأن تعداد قبائحهم اقتضى الأغراض عنهم وحكاية جناياتهم لغيرهم وقرأابن عباس وابن مسعود وابن وثاب وطلحة والأعمش وعيسى بن عمر تتبعون بتاء الخطاب ولقد جاءهم من ربهم الهدى حال من ضمير يتبعو مقررة لبطلان ما هم عليه من اتباع الظن والهوى والمراد بالهدى الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم أو القرآن العظيم علىأنه بمعنى الهادي أو جعله هدى مبالغة ما يتبعونإلا ذل : والحال لقد جاءهم من ربهم جلشأنهما ينبغي لهم معه تركه واتباع سبيل الحق .
وحاصله يتبعون ذلك في حال ينافيه وجوز أن تكون الجملة معترضة وهي أيضا مؤكدة لبطلان ذلك أم للإنسان ما تمنى .
24 .
- أم منقطعة مقدرة ببل وهي للأنتقالأ من بيان أن ما هم عليه غير مستند إلا إلى توهمهم وهوىأنفسهم إلى بيان أن ذلك ممالا يجدي نفعاأصلا والهمزة وهي للأنكار والنفي أي بل ليس للأنسان كل ما يتمناه وتشتهيه نفسه ومفاده قيل : رفع الإيجاب الكلي ومرجعه إلى سالبة جزئية وإليه يشير قولبعضهم : المراد نفي أن يكو للكفرة ما كانوا يطمعون فيه من شفاعة الآلهة والظفر بالحسنة عند الله تعالى يوم القيامة وما كانوا يشتهونه من نزول القرآن على رجل من إحدى القريتين عظيم ونحو ذلك ويفهم من كلام بعض المحققين أن المراد السلب الكلي والمعنى لا شيء مما يتمناه الإنسان مملوكاله مختصابه يتصرف فيه حسب إرادته ويتضم ذلك نفي أن يكون للكفرة ما ذكر وليس الأنسان خاصا بهم كما قيل وقوله تعالى : فلله الآخرة والأولى .
25 .
- تعليل لانتفاء ذلك فإن اختصاص ملك أمور الآخرة والأولى جميعابه تعالى مقتض لانتفاء أن يكون للإنسان أمر من الأموربل ما شاء الله تعالى له كان وما لم يشألم يكن وقدمت الآخرة اهتماما برد ما هو أهم أطاعهم عندهممن الفوز فيها ولذا أردف ذلك بقوله تعالى :