وعرفه حق المعرفة ثم قيل : لقد رأى من آيات الخ تنبيهاعلى أن ما عد منها فهو أيضا نفي للضلالة والغواية وتحقيق للدراية والهداية .
وقوله تعالى : أفرأيتم عطف على تمارونه وإدخال الهمزة لزيادة الإنكار والفاء لأن القول بأمثاله مسبب عن الطبع والعناد وعدم الإصغاء لداعي الحق والمعنى أبعد هذا البيان تستمرون علىما أنتم عليه من المراء فترون اللات والعزى ومناة أولاداله تعالى ثم أخسها وسد مسد المفعول الثاني قوله تعالى : ألكم الخ زيادة للإنكارفعلى هذا ليس أفرأيتم في معنى الإستخبار وجاز أن يكون في معناه على معنى أفتمارونه فأخبروني هل لكم الذكر وله الأنثى والقول مقدر أي فقللهم أخبروني والمعنى هو كذا تهكما وتنبيها على أنه نتيجة مراتبهم وأن من كان هذا معتقده فهو على الضلال الذي لا ضلال بعده ولا يبعد عن أمثاله نسبة الهادين المهديين إلى ما هوفيه منالنقص انتهى وما ذكره أولاأولى وهو ليس بالبعيد عما ذكرنا تلك إشارة إلى القسمة المنفهمة من الجملة الإستفهامية إذاقسمة ضيزي .
22 .
- أي جائرة من حيث جعلتم له سبحانه ما تستنكفون منه وبذلك فسر ضيزي ابن عباس وقتادة وفي معناه قول سفيان منقوصة وابن زيد مخالفة ومجاهد ومقاتل عوجاء والحسن غير معتدلة والظاهر أنه صفة واختلف في ريائه فقيل : منقلبة عن واو وقيل : أصلية ووزنه فعلى بضم الفاء كحبلى وأنثى ثم كسرت لتسليم الياء كما فعل ذلك في بيض جمع أبيض فإن وزنه بضم فعل الفاء كحمر ثم كسرت الفاء لما ذكر ومثله شائع ولم يجعل وزنه فعلى بالكسر ابتداءل لما ذهبإليه سيبويه من أن فعلى بالكسر لميجيء عن العرب في الصفات وجعله بعضهم كذلك متمسكا بورود ذلك فدق حكى ثعلب مشية حيكى ورجل كيصي وغيره امرأة عز هي وامرأة سعلي ورد بأنه من النوادروالحمل على الكثير المطرد في بابه أولى وأيضا يمكن أن يقالأ في حيكى وكيصى ما قيل في ضيزي ويمنع ورود عز هي وسعلى فإن المعروف عزهاة وسعلاة وجوز أن يكون ضيزي فعلى بالكسر ابتداءا على أنه مصدر كذكرى ووصف به مبالغة ومجيء هذا الوصف في المصادر كما ذكر والأسماء الجامدة كدفلي وشعري والجموع كحجلي كثير وقرأ ابن كثير ضيئزي بالهمزعلى أنه مصدروصف به وجوز أن يكون وصفاوهو مضموم عومل معاملة المعتل لأنه يؤول إليه وقرأابن زيد ضيزي بفتح الضاد وبالياء على أنه كدعوى أو ككسرى ويقالأ ضؤزي بالواو والهمز وضم الفاء وقد حكى الكسائي ضأز يضأز ضأزا بالهمز وأنشد الأخفش : فإن تنأ عنها تقتنصك وإن تغب فسهمك مضئور وأنفك راغم والأكثر ضاز بلا همز كما في قول امريء القيس : ضازت بنو أسد بحكمهم إذ يجعلون الرأس كالذنب وأنشده ابن عباس على تفسيره السابق إنهي الضمير للأصنام أي ما الأصنام باعتبار الألوهية التيتدعونها إلا أسماء محضة ليس فيها شيء ما أصلا من معنىالألوهية وقوله تعالى : سميتموها صفة للأسماء وضميرها لها لا للأصنام والمعنى جعلتموها أسماء فإن التسمية نسبة بين الأسم والمسمى فإذا قيست إلى الأسم فمعناها جعله اسماللمسمى وإن قيست إلى المسمى فمعناها جعله مسمى للأسم وإنما اختير ههنا