أولما دل عليه ذلك حشر أي يحشرون يوم تشقق وقرأ نافع وابن عامر تشق بشد الشين وقريء تشقق بضم التاء مضارع شققت على البناء للمفعول و تنشق مضارع انشقت وقرأزيد بن علي تتشقق بتاءين وقوله تعالى : سراعا مصدر وقع حالا من الضمير في عنهم بتأويل مسرعين والعامل تشقق وقيل : التقدير يخرجون سراعا فتكون حالا من الواو والعامل يخرج وحكاه أبو حيان عن الحوفي ثم قال : يجوز أن يكون هذا المقدر عاملا في يوم تشقق أخرج ابن المنذر عن مجاهد أنه قال في الآية : تمطر السماء عليهم حتى تنشق الأرضعنهم وجاء إن أول من تنشق عنه الأرض رسول الله صلى الله عليه وسلّم أخرج الترمذي وحسنه والطبراني والحاكم واللفظ له عن ابن عمر قال : قال رسول الله A أنا أول من تنشق عنه الأرض ثم أبو بكر وعمر ثم أهل البقيع فيحشرون معي ثم أنتظر أهل مكة وتلا ابن عمر يوم تشقق الأرض عنهم سراعا ذلك حشر بعث وجمع علينا يسير .
44 .
- أي هين وتقديم الجار والمجرور لتخصيصه اليسر به D فإنه سبحانهالعالم القادر لذاته الذي لا يشغله شأن عن شأن نحن أعلم بما يقولون من نفي البعث وتكذيب الآيات الناطقة وغير ذلك مما لا خير فيه وهذا تسلية للرسول A وتهديد لهم وما أنت عليهم بجبار أي ما أنتمسلط عليهم تقسرهم على الإيمان أوتفعل بهم ما تريد وأنما أنت منذر فالباء زائدة في الخبر و عليهم متعلق به .
ويفهم من كلام بعض الأجلة جواز كون جبار من جبره على الأمر قهره عليه بمعنى أجبره لا منأجبرهإذ لم يجيء فعال بمعنى مفعل من أفعل إلا فيما قل كدراك وسراع وقالعلي بن عيسى : لم يسمع ذلك إلا في دراك .
وقيل : جبار من جبر بمعنى أجبر لغة كنانة وإن عليهممتعلق بمحذوف وقع حال أي ما أنت جبار تجبرهمعلى الإيمان واليا عليهم وهو محتمل للتضمين وعدمه فلا تغفل وقيل : أريد التحلم عنهم وترك الغلظة عليهم وعليه قيل : الآية منسوخة وقيل : هي منسوخة على غيره أيضا بآية السيف فذكر بالقرآن منيخاف وعيد .
45 .
- فإنه لا ينتفع به غيره وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : قالوا يا رسول الله لو خوفتنا فنزلت فذكر بالقرآن من يخاف وعيد وما أنسب هذا الأختتام بالأفتتاح بقوله سبحانه : ق والقرآن المجيد هذا وللشيخ الأكبر قدس سره في قوله تعالى : بل هم في لبس منخلق جديد ولغير واحد منالصوفية في قوله سبحانه : ونحن أقرب إليه من حبل الوريد كلام أشرنا إليه فيما سبق ومنهم منيجعل ق إشارة إلى الوجود الحق المحيط بجميع الموجودات والله من ورائهم محيط وقيل : هو إشارة إلى مقامات القرب وقيل : غير ذلك وطبق بعضهم سائر آيات السورة على ما في الأنفس وهو مما يعلم بأدنى التفات ممن له أدنى ممارسة لكلامهم والله تعالى الهادي إلى سواء السبيل .
تم والحمد لله الجزء السادس والعشرون ويليه إن شاء الله الجزء السابع والعشرون وأوله سورة الذاريات 27