كأنه جمل هم وما بقيت إلاالنحيزة والألواح والعصب وقول الآخر وعزاه ابن جني لذي الرمة أيضا : بري النحز والأجرال ما في غروضها وما بقيت إلا الضلوع الجراشع وبعضهم يجيزه مطلقا وتمام الكلام فيه في محله وقرأ عيسى الهمداني لا يرى بضم الياء التحتية إلا مسكنهم بالتوحيد والرفع وروي هذا عن الأعمش ونصر بن عامر وقريء لا ترى بتاء فوقية مفتوحة إلا مساكنهم مفردا منصوبا وهو الواحد الذي أريد به الجمع أو مصدر حذف مضافه أي آثار سكونهم كذلك أي مثل ذلك الجزاء الفظيع نجزي القوم المجرمين .
25 .
- أخرج ابن أبي الدنيا في كتاب السحاب وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه قال في قوله تعالى فلما رأوه الآية أول ما عرفوا أنه عذاب ما رأوا ما كان خارجا من رحالهم ومواشيهم يطير بين السماء والأرض مثل الريش فدخلوا بيوتهم وأغلقوا أبوابهم فجاءت الريح ففتحت أبوابهم ومالت عليهم بالرمل فكانوا تحت الرمل سبع ليال وثمانية أيام حسوا لهم أنين فأمر الله تعالى الريح فكشف عنهم الرمل وطرحتم في البحرفهو قوله تعالى : فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم .
وروي أن أول من أبصر العذاب امرأة منهم رأت ريحا فيها كشهب النار وروي أن هودا عليه السلام لما أحس بالريح خط على نفسه وعلى المؤمنين خطا إلى جنب عين تنبع وعن ابن عباس أنه عليه السلام اعتزل ومن معه حظيرة ما يصيبهم من الريح إلا ما يلين به الجلود وتلذه الأنفس وأنها لتمر من عاد بالظعن بين السماء والأرض وتدمغهم بالحجارة وكانت كما أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن عمرو بن ميمون تجيء بالرجل الغائب ومر في سورة الأعراف مما يتعلق بهم ما مر فارجع إليهم إن أردته ولما أصابهم من الريح ما أصابهم كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يدعو إذا عصفت الريح .
أخرج مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه وعبد بن حميد عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : كان رسول الله A إذا عصفت الريح قال : اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به فإذا أخليت السماء تغير لونه صلى الله تعالى عليه وسلم وخرج ودخل وأقبل وأدبر فإذ امطرت سرى عنه فسألته فقال E : لا أدري لعله كما قال قوم عاد هذا عارض ممطرنا ولقد مكناهم أي قررنا عادا وأقدرناهم و ما في قوله تعالى : فيما إن مكناكم فيه موصولة أو موصوفة و إن نافية أي في الذي أو في شيء ما مكناكم فيه من السعة والبسطة وطول الأعمال وسائر مباديء التصرفات كما في قوله تعالى : وكم أهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم ولم يكن النفي بلفظ ما كراهة لتكرير اللفظ وإن اختلط المعنى ولذا قال من ذهب إلى أن أصل مهما ما ماعلى أن ما الشرطية مكررة للتأكيد قلبت الألف الأولى هاء فرارا من كراهة التكرار وعابوا على المتنبي قوله : لعمرك ماما بان منك لضارب بأقتل مما بان منك لعائب أي ما الذي بان الخ يريد لسانه لا يتقاعد عن سنانه هذا للعائب وذلك للضارب وكان يسعه أن يقول : إن ما بان وإدخال الباء للنفي لا للعمل على أن أعمال إن قد جاء عن المبرد وقيل : إن شرطية محذوفة