بآيات الله D من ورائهم جهنم أيمن قدامهم لأنهم متوجهون إليها أومن خلفهم لأنهم معرضون عن الألتفات إليها والأشتغال عما ينجيهم منها مقبلون على الدنيا والأنهماك في شهواتها والوراء تستعمل في هذين المعنيين لأنها اسم للجهةالتي يواريها الشخص فتعم الخلف والقدام وقيل في توجيه الخلفية : إن جهنم لما كانت تتحقق لهم بعد الأجل جعلت كأنه اخلفهم ولا يغني عنهم ولا يدفع ما كسبوا أي الذي كسبوه من الأموال والأولاد شيئا من عذاب الله تعالىأو شيئا من الأغناء على أن شيئا مفعول بهأو مفعول مطلق ولا ما اتخذوا أي الذي اتخذوه من دون الله أولياء أي الأصنام .
وجوز أن تفسر ما بما تعمها وسائر المعبودات الباطلة والأول أظهر وجوز في ما في الموضعين أن تكون مصدرية وتوسيط حرفي النفي بين المعطوفين مع أن عدم إغنار الأصنام أظهر وأجلى من عدم إغناءالأموال والأولاد قطعا مبني على زعمهم الفاسد حيث كانوا يطمعون في شفاعتهم وفيه تهكم ولهم فيما وراءه ممن جهنم عذاب عظيم .
10 .
- لا يقادر قدره هذا أي القرآن كما يدل عليه ما بعد وكذا ما قبل كيسمع آيات الله وإذا علم من آياتنا وتلك آيات الله نتلوها هدى في غايةالكمال من الهداية كأنه نفسها والذين كفروا بآيات ربهم يعني القرآن أيضا على أن الإضافة للعهد وكان الظاهر الإضمار لكن عدل عنه إلى ما في النظم الجليل لزيادة تشنيع كفرهم به وتفظشع حالهم وجوز أن يراد بالآيات ما يشمله وغيره .
ولهم عذاب من رجز من أشد العذاب أليم .
11 .
- بالرفع صفة عذاب أخر للفاصلة .
وقرأ غير واحد من السبعة ألأيم بالجر على أنه صفة رجز وجعله صفة عذاب أيضا والجر للمجاورة مما لا ينبغي أني لتفت إليه وقيل : على قراءةالرفع إن الرجز بمعنى الرجس الذي هو النجاسة والمعنى لهم عذاب أليم من تجرع رجس أو شرب رجس و المراد به الصديد الذي يتجرعه الكافر ولا يكاد يسيغه ولا داعي لذلك كما لا يخفى وتنوين ذاب في المواقع الثلاثة للتفخيم ورفعه إما على الإبتداء وإما على الفاعلية للظرف الله الذي سخر لكم البحر بأن جعله أملس السطح يطفو عليهما يتخلخل كالأخشاب ولا يمنع الغوص فيه لتجري الفلك فيه بأمره بتسخيره تعالى إياه وتسهيل استعمال يراد بها وقيل : بتكوينه تعالى أو بإذنه D وسياق الأمتنان يقتضي أن يكون المعنى لتجري الفلك فيه وأنت مراكبوها .
ولتبتغوا من فضله بالتجارة والغوص والصيد وغيرها ولعلكم تشكرون .
12 .
- ولكي تشكروا النعم المترتبة على ذلك وهذا أعني الله الذيسخر الخ ذكرت تميما للتقريع ولهذا رتب عليه الأغراض العاجلة فإنه مما يستوجب الشكرغالبا للكافرأيضا فكأنه قيل : تلك الآيات أولى بالشكر ولهذا عقب بما يعم القسمين أعني قوله سبحانه : وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض أي من الموجودات بأن جعل فيها منافع لكم منها ظاهرة ومنها خفية وعقب بالتفكر لينبه على أن التفكر هو الذي يؤدي إلى ما ذكرمن الأولوية ويدل به على أن التفكر ملاك الأمر في ترتيب الغرض على ما جعل آية من الإيمان والأيقان والشكر جميعا حال