وقوله سبحانه تتلى عليه حال من آيات الله ولم يجوز جعله مفعولا ثانيا ليسمع لأن شرطه أن يكون ما بعده مما لا يسمع كسمعت زيدا يقرأ والظاهر أن المراد بتتلى الآيات لأنه المناسب للأستبعاد المدلول عليه بقوله D ثم يصر فإن لاستبعاد الأصرار بعد سماع الآيات وهي للتراخي الرتبي ويمكن إبقاؤه على حقيقته إلا أن الأول أبلغ وأنسب بالمقام ونظير ذلك في الأستبعاد قول جعفر بن علية : لا يكشف الغماء إلا ابن حرة يرى غمرات الموت ثم يزورها والأصرار على الشيء ملازمته وعدم الأنفكاك عنه من الصر وهو الشد ومنه صرة الدراهم ويقال : صر الحمار أذنيه ضمهما صرا وأصر والحمار ولا يقا لأذنيه على ما في الصحاح وكأن معناه حينئذ صار أذنيه .
والمراد هنا يقيم على كفره وضلاله مستكبرا على الأيمان بالآيات وهو حال من ضمير يصر وقوله سبحانه كأن لم يسمعها حال بعد حال أو حال من ضمير مستكبرا وجوز الأستئناف و كأن مخففة من كأن بحذف إحدىالنون واسمها ضمير الشأن وقيل : لا حاجة إلى تقديره كما في أن المفتوحة والمعنى يصر مستكبرا مثل غير السامع لها فبشره بعذاب أليم .
8 .
- على إصراره ذلك والبشارة في الأصل الخبر المغير للبشرة خيرا كان أو شرا وخصها العرف بالخبر السار فإن أريد المعنى العرفي فهو استعارة تهكمية أو هو من قبيل .
تحية بينهم ضرب وجيع .
وإذا علم من آياتنا شيئا وإذا بلغه شيء من آياتنا وعلم أنه منها .
اتخذوها هزوا بادر إلى الأستهزاء بالآيات كلها ولم يقتصر على الأستهزاء بما بلغه وجوز أن يكون المعنى وإذا علم من آياتنا شيئا يمكن أن يتشبث به المعابد ويجدله محملا يتسلق به على الطعن والغميزة افترصه واتخذ آيات الله تعالى هزوا وذلك نحو اعتراض ابن الزبعريفي قوله تعالى إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم ومغالطته رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وقوله على ما بعض الروايات : خصمتك فضمير اتخذها على الوجهين للآيات والفرق بينهما أن شيئا على الثاني فيه تخصيص لقرينة اتخذها هزوا إذ لا يحتمل إلا ما يحسن أن يخيل فيه ذلك ثم يجعله دست للباقي فيقول : الكل من هذاالقبيل وفرق بين الوجهين أيضا بأن في الأول الأتخاذ قبل التأمل وفي الثاني بعده وبعد تمييز آية عن أخرى وقيل : الأستهزاء بما علمه من الآيات إلا أنه أرجع الضمير إلى الآيات لأن الأستهزاء بواحدة منها استهزاء بكلها لما بينها من التماثل وجوز أن يرجع الضمير إلى شيء والتأنيث لأنه بمعنى الآية كقوله العتاهية : نفسي بشيء من الدنيا معلقة الله والقائم والمهدي يكفيها يعني الشيء وأراد عتبة جارية للمهدي من حظاياه وكان أبو العتاهية يهواها فقال ما قال وقرأ قتادة ومطر الورق علم بضم العين وشد اللام مبنيا للمفعول أولئك إشارة إلى كنأفاك من حيث الأتصاف بما ذكر من القبائح والجمع باعتبار الشمول للكل كما في قوله تعالى : كل حزب بما لديهم فرحون كما أن الأفراد فيما سبق من الضمائر باعتبار كل واحد واحد وأداةالبعد للأشارة إلى بعد منزلتهم في الشر .
لهم بسبب جناياتهم المذكورة عذاب مهين .
9 .
- وصف العذاب بالأهانة توفية لحق استكبارهم واستهزائهم