سورةالجاثية .
وتسمى سورة الشريعة وسورةالدهركما حكاه الكرماني في العجائب لذكرهما فيها وهي مكية قال ابن عطية : بلا خلاف وذك الماوردي إلا قل للذين آمنوا يغفروا الآية فمدنية وحكىهذاالأستثناء في جمال القراء عن قتادة وسيأتي الكلام في ذلك إن شاء الله تعالى وهي سبع وثلاثون آية في الكوفي وست وثلاثون في الباقية لاختلافهم في حم هل هي آية مستقلة أولا ومناسبة أوله الآخر ما قبلها في غاية الوضوح .
بسم الله الرحمن الرحيم .
حم .
1 .
- إن جعل اسما للسورةفحمله الرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف أي هذا مسمى بحم وقوله تعالى : تنزيل الكتاب خبر بعد خبر أنه مصدر أطلق علىالمفعول مبالغة وقوله سبحانه : من الله العزيزالحكيم .
2 .
- صلته أو خبرثالث أو حال من تنزيل عاملها معنىالإشارة أو من الكتاب الذي هو مفعول معنى عاملها المضاف وقيل : حم مبتدأ وهذا خبره والكلام على المبالغة أيضا أو تأويل تنزيل بمنزل والإضافةمن الصفة لموصوفها واعتبار المبالغة أولى أي به تنزيل الخ وتعقب بأن الذي يجعل عنوانا للموضوع حقه أن يكون قبل ذلك معلوم الأنتساب إليه وإذ لا عهد بالتسمية بعد فحقها الأخبارية وجوز جار الله جعل حم مبتدأ بتقدير مضاف أي تنزيل حم و تنزيل المذكور خبره و من الله صلته وفيه إقامةالظاهر مقام المضمر إيذانا بأنه الكتاب الكامل إن أريد بالكتاب السورة وفيه تفخيم ليس في تنزيل حم تنزيل من الله ولهذا لما لم يزاع في حم السجدة هذه النكتة عقب بقوله تعالى : كتاب فصلت ليفيد هذه الفائدة مع التفنن في العبارة وإن أريد الكتاب كله فللأشعار بأن تنزيله كإنزال الكل في حصول الغرض من التحدي والتهدي فدعوى عراء هذا الوجه عن فائدة يعتد بها عراء عن إنصاف يعتد به وإن جعل تعديدا للحروف فلا حظ له من الإعراب وكان تنزيل خبر مبتدأ مضمر يلوح به ما قبله أي المؤلف من جنس ما ذكر تنزيل الكتاب أو مبتد أخ4بره الظرف بعده على ما قاله جار الله وقيل : حم مقسم به ففيه حرف جر مقدر وهو في محل جر أو نصب على الخلاف المعروف فيه و تنزيل نعت مقطوع فهو خبر مبتدأ مقدر والجملة مستأنفة وجواب القسم قوله تعالى : إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين .
3 .
- وهو على ما تقدم استئناف للتنبيه على الآيات التكوينية وجوز أن يكون تنزيل الكتاب من الله مبتدأ وخبر او الجملة جواب القسم وهوخلاف الظاهر وقيل : يقدر حم على كونه مقسما به مبتدأ محذوف الخبر أي حم قسمي ويكون تنزيل نعتا له غيرمقطوع وعلى سائرالأوجه قوله سبحانه : العزيزالحكيم نعت للأسم الجليل .
وجوزالإمام كونه صفةللكتاب إلا أنه رجح الأول بعد احتياجه إلى ارتكاب المجاز مع زيادة قرب الصفة من الموصوف فيه وأوجبه أبو حيان لما في الثاني من الفصل بين الصفةوالموصوف الغيرالجائز .
وقوله D : إن في السماوات الخ يجوزأن يكون بتقدير مضاف أيإن في خلق السماوات كما رواه الواحدي عن الزجاج لما أنه قد صرح به في آية أخرى والقرآن يفسر بعضه بعضا ويناسبه قوله D :