جعله تكلما بالباقي بعد الثنيا والمعنى لا يذوقون سوى الموتة الأول من الموت فلاذ إشكال فتأمل وقرأ عبيد ابن عمير لا يذاقون مبنيا للمفعول وقرأ عبد الله لا يذوقون فيها طعم الموت وجاء في الحديث النوم لأنه أخو الموت أخرج البزاز والطبراني في الأوسط وابن مردويه والبيهقي في البعث بسند صحيح عن جابرابن عبد الله قال : قيل يا رأينا أهل الجنة قال لا النوم أخو الموت وأهل الجنة لا يموتون ولا ينامون .
ووقاهم عذاب الجحيم .
56 .
- وقرأ أبو حيوة ووقاهم مشدد القاف على المبالغة في التثكير في الوقايةلأن التفعيل لزياد المعنةلا للتعديةلأن الفعل متعد قبله فضلا من ربك أي أعطوا كل ذلك عطاء وتفضلا منه تعالىفهو نصب على المصدرية وجوز فيه أن يكون حالا ومفعولا له وأيا ما كان ففيه إشارة إلى نفي إيجاب أعمالهم الإثابةعليه سبحانه وتعالى وقريء فضل بالرفع أي ذلك فضل ذلك هوالفوز العظيم .
57 .
- لأنه فوز بالمطالب وخلاص من المكاره فإنم ايسرناه أي فإن ماسهلنا القرآن بلسانك أيبلغتك وقيل : المعنى أنزلناه على لسان كبلا كتابة لكونك أميا وهذا فذلكة وإجمال لما في السورة بعد تفصيل تذكيرا لما سلف مشروحا فيها فالمعنىذكرهم بالكتاب المبين فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون .
58 .
- أي كي يفهموه ويتذكروا به ويعملوا بموجبه فارتقب أي وأن لم يتذكرواف ما يحلبهم وهو تعميم بعد تخصيص بقوله تعالى : فارتقب يوم تأتي السماء الخ إنهم مرتقبون .
59 .
- منتظرون ما يحلبك كما كما قالوا : نتربصبه ريب المنون وقيل : معناه مرتقبون ما يحل بهم تهكما وقيل هو مشاكلة والمعنى أنه مصائرون للعذاب وفي الآية من الوعد له صلى الله تعالى عليه وسلم ما لا يخفى وقيل : فيها الأمر بالمتركة وهو منسوخ بآية السيف فلا تغفل .
ومن بالإشارة في الآيات ما ذكروه في قوله تعالى ولقد فتنا قبلهم قوم فرعون إلى آخر القصةمن تطبيق ذلك على ما في الأنفس وهو مما يعلم مما ذكرناه في باب الإشارة من هذاالكتاب غير مرة فلا نطيل به وقالوا في قوله تعالى وماخلقناالسماوات والأرض وما بينهما لاعبين ماخلقناهماإلا بالحق إنه إشارة إلى الوحدة كقوله D : سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق وأفصح بعضهم فقال : الحق هو D والباء للسببية أي ماخلقناهما إلا بسبب أن تكون مرياالظهور الحق جل وعلا ومن جعل منهم الباء للملابسة أنشد رق الزجاج وراقت الخمر فتشاكلا وتشابه الأمر فكأنما خمر ولا قدح وكأنما قدح ولا خمر والعبارة ضيقة والأمر ما وراء العقلوالسكوت أسلم وقالوا في شجرة الزقوم : هي شجرةالحرص وحب الدنيا تظهر يوم القيامة على أحد أسوأ حال وأخبث طعم وقالوا الموتة الأولى ما كانفي الدنيا بقتل النفس بسيف ال في الجهاد الأكبروهو المشار إليه بموتوا قبل أن تموتوا فمن مات ذلك الموت حتى أبدا الحياةالطيبة التيلا يمازجها شيء منماء الألم الجسماني والروحاني وذلك هو الفوزالعظيم والله تعالى يقولالحق وهو سبحانه يهدي السبيل