به من كونه سبحانه له ولد وفي إضافة اسم الرب إلى أعظم ألأجرام وأقواها تنبيه على أنها وما فيها من المخلوقات حيث كانت تحت ملكوته تعالى وربوبيته D كيف يتوهم أن يكون شيء منها جزأ منه سبحانه وهو ينافي وجوب الوجود وفي تكرير ذلك الأسم الجليل تفخيم لشأن العرش فذرهم فدعهم غير ملتفت إليهم حيث لم يذعنوا للحق بعد ما سمعوا هذا البرهان الجلي يخوضوا في أباطيلهم ويلعبوا في دنياهم فإن ما هم فيهمن الأقوال والأفعال ليس إلا من باب الجهل والجزم لجواب الأمر حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون .
83 .
- وهو يوم القيامة عند الأكثرين وعن عكرمة وجماعة أنه يوم بدر وقد وعدوا الهلاك فيه وقريب منه تفسيره بيوم الموت وقيل : ينبغي تفسيره به دون يوم القيامة لأن الغاية للخوض واللعب إنما هو يوم الموت لانقطاعهما بالموت وانتظر للأكثرين بأن يوم القيامة هو اليوم الموعود وبه سمي في لسان الشرع وتفسيره بذاكم خالف للمعروف ولما بعد من ذكر الساعة وما ذكر من أمر الأنقطاع مدفوع بأن الموت وما بعده في حكم القيامة ولذا ورد من مات فقد قامت قيامته ومثله قد يراد به الدلالة على طول المدة معقطع النظر عن الأنتهاء فيقال : لا يزال في ضلالة إلى أن تقوم القيامة .
وقرأ أبو جعفر وابن محيصن وعبيد بن عقيل عن أبي عمرو يلقوا مضارع لقي والآية قيل منسوخة بآيةالسيف وهو الذيفي السماء إله وفي الأرض إله الظرفان متعلقان بإله لأنه صفة بمعنى معبود من أله بمعنى عبد وهو خبر مبتدأ محذوف أي هو إله وذلك عائد الموصول وحذف لطول الصلة بمتعلق الخبر والعطف عليه .
وقال غير واحد : الجار متعلق بإله باعتبار ما ينبيء عنه منمعنى المعبودية بالحق بناء على اختصاصه بالمعبود بالحق وهذا كتعلق الجار بالعلم المشتهر بصفة نحو قولك : هو حاتم في طيء حاتم في تغلب وعلى هذا تخرج قراءة عمر وعلي وعبد الله وأبي والحكم بن أبي العالي وبلال بن أبي بردة وابن يعمر وجابر وابن زيد وعمر بن عبد العزيز وأبو شيخ الهنائي وحميد وابن مقسم وابن السمقيع وهو الذيفي السماء الله وفي الأرض الله فيعلق الجار بالأسم الجليل باعتبارالوصف المشتهر به واعتبر بعضهم معنى الأستحقاق للعبادة وعلل ذلك بأن العبادة بالفعل لا تلزم وجوز كون الجار والمجرور صلة الموصول و إله خبر مبتدأ محذوف أيضا على أن الجملة بيان للصلة وأن كونه سبحانه في السماء على سبيل الألهيةلا على معنى ألأستقرار .
واختير كون إله في هذا الوجه خبر مبتدأ محذوف على كونه خبرا آخر للمبتدأ المذكور أو بدلا من الموصول أو من ضميره بناء على تجويزه لأن إبدال النكرة الغير الموصوفة من المعرفةإذا أفادت ما لم يستفد أولا كما هنا جائز حسن على ما قال أبو علي في الحجة لأن البيان ههنا أتم وأهم فلذا رجح مع ما فيه من التقدير وحينئذ فلا فاصل أجنبي بين المتعاطفين ولا يجوز كون الجار والمجرور خبر مقدما وإله مبتدأ مؤخرا للزوم خلو الجملة عن عائد مع فساد المعنى وفي الآية نفي الآلهة السماوية والأرضية واختصاص الألهية به D لما فيها من تعريف طرفي الأسناد والموصول في مثل ذلك كالمعرف بالأداة وللأعتناء بكل من إلهيته تعالى في السماء وإلهيته D في الأرض قيل وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ولم يقل : وهو الذي في السماء وفي الأرض إله أو هو الذي في السماء والأرض إله وحديث الأعادة قيل مما لا يجري ههنا لأن القاعدة أغلبية كأكثر قواعد العربية .
وقال بعض الأفاضل : يجوز إجراء القاعدة فيه والمغايرة بين الشيئين أعم من أن تكون بالذات أو بالوصف