صلاة الصبح فيتأخر الإمام وهو المهدي فيقدمه عيسى عليه السلام ويصلي خلفه ويقول : إنما أقيمت لك .
وقيل بل يتقدم هو ويؤم الناس والأكثرون على اقتدائه بالمهدي في تلك الصلاة دفعا لتوهم نزوله ناسخا وأما في غيرها فيؤم هو الناس لأنه الأفضل والشيعة تأبى ذلك وفيبعض الروايات أنه عليه السلام ينزل على ثنيةيقال لها أفيق وقاف بوزن أمير وهي هنا مكان بالقدس الشريف نفسه ويمكث في الأرض على ما جاء في رواية عن ابن عباس أربعين سنة وفي رواية سبع سنين قبل والأربعون إنما هي مدة مكثه قبل الرفع وبعده ثم يموتو يدفن في الحجرة الشريفة النبوية وتمام الكلام في البحور الزاخرة للسفارني وعن الحسن وقتادة وابن جبير أن ضمير إنه للقرآن لما أن فيه الأعلام بالساعة فجعله عين العلم مبالغة أيضا وضعفب أنه لم يجر للقرآن ذكر هنا مع عدم مناسبة ذلك للسياق وقالت فرقة : يعود على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فقد قال E : بعثت أنا والساعة كهاتين وفيه من البعد ما فيه .
وكأن هؤلاء يجعلون ضمير أم هو وضمير إن هو له صلى الله عليه وسلّم أيضا وهو كما ترى فلا تمترن بها فلاتكن في وقوعها واتبعون أي واتبعوا هداي أو شرعي أو رسولي وقيل : هو قول الرسول A مأمورا من جهته D فهو بتقدير القول أي وقل اتبعوني هذا أي الذي أدعوكم إليه أو القرآن على الضمير في إنه له صراط مستقيم .
61 .
- موصول إلى الحق ولا يصدنكم الشيطان عن اتباعي إنه لكم عدو مبين .
62 .
- أي بين العداوة أو مظهرها حيث أخرج أباكم من الجنة وعرضكم للبلية ولما جاء عيسى بالبينات بالأمور الواضحات وهي المعجزات أو آيات الأنجيل أو الشرائع ولا مانع من إرادةالجميع قال لبني إسرائيل قد جئتكم بالحكمة أي الأنجيل كما قال القشيري والماوردي وقال السدي بالنبوة وفي رواية أخرى عنه هي قضايا يحكم بها العقل وقال أبو حيان : أي بما تقتضيه الحكمة الإلهية من الشرائع وقال الضحاك أي بالموعظة ولأبين لكم متعلق بمقدر أي وجئتكم لأبين لكم ولم يترك العاطف ليتعلق بما قبله ليؤذن بالأهتمام بالعلة حيث جعلت كأنها كلام برأسه وفي الأرشاد هو عطف على مقدر ينبيء عنه المجيء بالحكمة كأنه قيل قد جئتكم بالحكمة لأعلمكم إياها ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه وهو أمر الديانات وما يتعلق بالتكليف دون الأمور التي لم يتعبدوا بمعرفتها ككيفية نضد الأفلاك وأسباب اختلاف تشكلات القمر مثلا فإن الأنبياء عليهم السلام لم يبعثوا لبيان ما يختلف فيه من ذلك ومثلها ما يتعلق بأمر الدنيا ككيفية الزراعة وما يصلح الزرع وما يفسده مثلا فإن الأنبياء عليهم السلام لم يبعثوا لبيانه أيضا كما يشير إليه قوله A في قصة تأبير النخل أنتم أعلم بأمور دنياكم .
وجوز أن يراد بهذا البعض بعض أمور الدين المكلف بها وأريد بالبيان البيان على سبيل التفصيل وهي لا يمكن بيان جميعها تفصيلا وبعضها مفوض للأجتهاد قال أبو عبيدة : المراد بعض الذي حرم عليهم وقد أحل عليه السلام لهم لحوم الأبل والشحم من كل حيوان وصيد السمك يوم السبت وقال مجاهد : بعض الذي يختلفون فيه من تبديل التوراة وقال قتادة : لأبين لكم اختلاف الذين تحزبوا في أمره عليه السلام فاتقوا الله من