علىى التوحيد والتنبيه على أنه ليس ببدع ابتدعه صلى الله تعالى عليه وسلم حتى يكذب ويعاديله والكلام بتقدير مضاف أي واسأل أمم من أرسلنا أو على جعل سؤال الأمم بمنزلة سؤال المرسلين إليهم .
قال الفراء : هم إنما يخبرون عن كتب الرسل فإذا سألهم E فكأنه سأل المرسلين عليهم السلام وعلى الوجهين المؤل الأمم وروي ذلك عن الحسن ومجاهد وقتادة والسدي وعطاء وهو رواية عن ابن عباس أيضا .
وأخرج ابن المنذر وغيره عن قتادة أنه قال في بعض القراءات وأسأل من أرسلنا إليهم رسلنا قبلك .
وأخرج هو وسعيد بن منصور عن مجاهد قال : كان عبد الله يقرأ واسأل الذين أرسلنا إليهم قبلك من رسلنا زعن ابن مسعود أنه قرأ واسأل الذين يقرؤن الكتاب من قبل مؤمني أهل الكتاب وجعل بعضهم السؤال مجازا عن النظر والفحص عن مللهم في سؤال الديار والأطلاع ونحوها من قولهم : سل الأرض من شق أنهارك وغرس أشجارك وجنى ثمارك .
وروي عن ابن عباس أيضا وابن جبير والزهري وابن زيد أن الكلام على ظاهره وأنه E قيل له ذلك ليلة الأسراء حين جمع له الأنبياء في البيت المقدس فافهم ولم يسألهم E إذ لم يكن في شك وفي بعض الآثار أن ميكال قال لجبريل عليهما السلام : هل سأل محمد صلى الله تعالى عليه وسلم عن ذلك فقال : هو أعظم يقينا وأوثق إيمانا من أن يسأل وتعقب هذا القول بأن المراد بهذاالسؤال إلزام المشركين وهم منكرون الأسراء وللبحث فيه مجال والخطاب على جميع ما سمعت لنبينا E .
وفي البحر الذي يظهر أنه خطاب للسامع الذي يريد أن يفحص عن الديانات قيل له اسأل أيها الناظر أتباع الرسل أجاءت رسلهم بعبادة غير الله D فإنهم يخبرونك أن ذلك لم يقع ولا يمكن أن يأتوا به ولعمري أنه خلاف الظاهر جدا ومما يقضي منه العجب ما قيل : إن المعنى وأسالني أو وأسالنا عمن أرسلنا وعلق اسأل فارتفع من وهو اسم استفهام على الأبتداءوأرسلنا خبره والجملة في موضع نصب باسأل بعد إسقاط الخافظ كأن سؤاله من أرسلت يا رب قبلي من رسلك أجعلت في رسالته آلهة تعبد ثم ساق السؤال فحكى المعنى فرد الخطاب إلى النبي صلى الله عليه وسلّم في قوله تعالى من قبلك انتهى واسأل من قرأ أبا جاد أيرضى بهذا الكلام ويستحسن تفسير كلام الله تعالى المجيد بذلك ولقد أرسلنا موسى بآياتنا ملتبسا بها إلى فرعون وملائه أشراف قومه وخصوا بالذكر لأن غيرهم تبع فقال لهم إني رسول رب العالمين .
46 .
- إليكم وأريد باقتصاص ذلك تسلية رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وإبطال قولهم : لو لا نزل هذاالقرآن على رجل من القريتين عظيم لأن موسى عليه السلام مع عدم زخارف الدنيا لديه كان له مع فرعون وهو ملك جبار ما كان وقد أيده الله سبحانه بوحيه وما أنزل عليه والأستشهاد بدعوته عليه السلام إلى التوحيد أثر ما أشير إليه من إجماع جميع الرسل عليهم السلام عليه ويعلم من ذلك وجه مناسبة الآيات لما قبلها وقال أبو حيان : مناسبتها من وجهين الأول أنه ذكر فيما قبل قول المشركين : لو لا نزل الخ وفيه زعم أن العظم بالجاه والمال وأشير في هذه الآيات إلى أن مثل ذلك سبق إليه فرعون في قوله : أليس ليملك مصر الخ فهو قدوتهم في ذلك وقد انتقم منه فكذلك ينتقم منهم الثاني أنه سبحانه لما قال : واسأل الخ ذكر جل وعلا قصة موسى وعيسى عليهما السلام وهما أكثر اتباعا ممن سبق