آياته خلق السماوات والأرض وما بث فيهما مؤثرا على لفظ الخلق ليدلعلى التكثير الدال على كمال القدرة وبين بقوله تعالى : من دابة تعميما وتغليب الغير ذوي العلم في السماوي والأرضي تحقيقا للمخلوقية فقد ثبت في صحاح الأحاديث ما يدل على وجود الدواب في السماء من مراكب أهل الجنة وغيرها وكذلك ما يدل على وجود ملائكة كالأوعال بل لا يبعد أن يكون في كل سماء حيوانات ومخلوقات على صور شتى وأحوال مختلفة لا نعلمها ولم يذكر في الأخبار شيء منها فقد قال تعالى : ويخلق مالا تعلمون وأهل الأرصاد اليوم يتراءى لهم بوايطة نظاراتهم مخلوقات في جرم القمر لكنهم لم يحققوا أمرها لنقصما في الآيات على ما يدعون ويحتمل أن يكون غيما عدا القمر ونفي ذلك ليس من المعلوم من الدين بالضرورة ليضر القولبه وقيل : المراد بالسماوات جهات العلو المسامتة للأقاليم مثلا وفي جو كل إقليم بل كل بلدة بلكل قطعةمن الأرض حيوانات لا يحصى كثرتها إلا الله تعالى بعضها يحس بها بلا واسطة آلة وبعضها بواسطتها وقيل : المراد بها السحب وفيها من الحيوانات ما فيها وكل ذلك على ما فيه لا يحتاج إليه وكذلك يحتاج إلى ما ذهب إليه كثير من أن المراد بالدابة الحي مجازا إما استعمال المقدي في المطلق أو إطلاق الشيء على لازمه أوالمسبب على سببه لأن الحياة سبب للدبيب وإن لم تكن الدابة سببا للحيف يكون مجازا مرسلا تبعيا لأن الاحتياج إلى ذلك عدول عن الظاهر ولا يعدل عنه إلا إذا دل على خلافه وأين ذلك الدليل بل هو قائم على وجود الدواب في السماء كما هي موجودة في الأرض .
وهوعلى جمعهم أي حشرهم بعد البعث للمحاسبة إذا يشاء ذلك قدير .
29 .
- تام القدرة كاملها و إذا متعلقة بما قبلها لا بقدير لأن المقيد بالمشيئة جمعه تعالى لا قدرته سبحانه وهي كما تدخل على الماضي تدخل على المضارع ومنه قوله : وإذا ما أشاء أبعث منها آخر الليل ناشطا مذعورا وقول صاحب الكشف : لقائل أن يفرق إذا وإذا ما الظاهر أنه ليس في محله وقد نص الخفاجي على عدم الفرق وجعل القول به توهما وكذا نص على أنها تدخل على الفعلين ظرفية كانت أو شرطية وقيد ذلك الطيبي بما إذا كانت بمعنى الوقت كما هنا وضمير جمعهم قيل للسماوات والأرض وما فيهما على التغليب وهو كما ترى وقيل : للدواب المفهوم مما تقدم وضمير العقلاء للتغليب المناسب لكون الجمع للمحاسبة وقيل : للناس المعلوم من ذلك ولعله الأولى وما أصابكم من مصيبة أي مصيبة كانت من مصائب الدنيا كالمرض وسائر النكبات فبما كسبت أيديكم أي معاصيكم التي اكتسبتموها و ما اسم موصول مبتدأ والمبتدأ إذا كان موصولا صلته جملة فعلية تدخل على خبره الفاء كثير المافيه من معنى الشرط لأشعاره بابتناء الخبر عليه فلذا جيء بالفاء هنا .
وقرأ نافع وابن عامر وأبو جعفر في رواية وشيبة بما بغير فاء ليست بلازمة وإيقاع المبتدأ موصولا يكفي في الأشعار المذكور وحكى عن ابن مالك أنه قال : اختلاف القرائتين دل على أنما موصولة فجيء تارة بالفاء في خبرها وأخرى لم يؤت بها حط المشبه على المشبه به وجوز كون ما شرطية واستظهره أبو حيان في القراءة بالفاء وجعلها موصولة في القراءة الأخرى بناء على أن حذف الفاء من جواب الشرط مخصوص بالشعر عند سيبويه نحو .
من يفعل الحسنات الله يشكرها .
والأخفش وبعض نحاة بغداد أجازوا ذلك مطلقا ومنه