فضله متعلق بيزيدهم مطلقا وجوز تعليقه بالفعلين على التنازع فإن الأجابة والثواب فضل منه تعالى كالزيادة .
وأيا ما كان فالظاهر عموم الذين آمنوا وروي عن سعيد بن جبير أن رسول الله حين قدم المدينة واستحكم الأسلام قالت الأنصار فيما بينها : نأتير E ونقول له : إن تعرك أمور فهذه أموالنا تحكم فيها فنزلت قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى فقرأها عليهم وقال تودون قرابتي من بعدي فخرجوا مسلمين فقال المنافقون : إن هذا لشيء افتراه في مجلسه أراد بذلك عز قرابته من بعده فنزلت أم يقولون افترى على الله كذبا فأرسل إليهم فتلاها عليهم فكبوا وندموا فأنزل الله تعالى وهو الذي يقبل التوبة عن عباده فأرسل صلى الله عليه وسلّم إليهم فبشرهم وقال : ويستجيب الذين آمنوا وهم الذين سلموا لقوله ذكر ذلك الطبرسي وذكر قريبا منه في الدر المنثور لكن قال : أخرجه الطبراني في الأوسط وابن مردويه عن ابن جبير بسند ضعيف والذي يغلب على الظن الوضع والكافرون لهم عذاب شديد .
26 .
- بدلما للمؤمنين من الأجابة والتفضل .
ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض أي لتكبروا فيها بطرا وتجاوز الحد الذي يليق بالعبيد أو لظلم بعضهم بعضا فإن الغني مبطرة مأشرة وكفى بحال قارون عبرة وفي الحديث أخوف ما أخاف على أمتي زهرة الدنيا وكثرتها ولبعض العرب : وقد جعل الوسمي ينبت بيننا وبين بني روماننبعاوشوحطا وأصلا لبغي طلب أكثر مما يجب بأن يتجاوز في القدر والكمية أو في الوصف والكيفية ولكن ينزل بالتشديد وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بالتخفيف من الأنزال بقدر بتقدير ما يشاء وهوما اقتضته حكمته جل شأنه أنه بعباده خبير بصير .
27 .
- محيط بخفيات أمورهم وجلاياها فيقدر لكل واحدمنهم فيكل وقت من أوقاتهم ما يليق بشأنه فيفقر ويغني ويمنع ويعطي ويقبض ويبسط حسبما تقتضيه الحكمة الربانية ولو أغناهم جميعا لبغوا ولو أفقرهم لهلكوا واستشكلت الآية بأن الغنى كما يكون سبب البغي فذلك الفقر قد يكون فلا يظهر الشرطية وأجاب جار الله بأنه لا شبهة أن البغي مع الفقر أقل ومع البسط أكثر وكلاهما سبب ظاهر للأقدام على البغي والأحجام عنه فلو عم البسط لغلب البغي حتى ينقلب الأمر إلى عكس ما عليه الآن وأراد والله تعالى أعلم أن نظام العالم على ما هو عليه يستمر وإن كان قد يصدر من الغنى في بعض الأحيان بغي ومن الفقير كذلك لكن في أحدهما ما يدفع الآخر أما لو أفقرهم كلهم لكان الضعف والهلك لازما ولو بسط عليهم كلهم مع أن الحاجة طبيعية لكان من البغي ما لا يقادر قدره لأن نظام العال أكثر منه بالغنى وهذا أمر ظاهر مكشوف ثم إن الفقر الكلي لا يتصور معه البغي للضعف العام ولأنه لا يجد حاجته عند غيره ليظلمه وأما الغنى الكلي فعنده البغي التام وأما الذي عليه سنةالله D فهو الذي جمع الأمرين مشتملا على خوف للغني من الفقراء يزعه عن الظلم وخوف للفقير من الأغنياء أكثر منه يدعوه إلى التعاون ليفوز بمبتغاه ويزعه عن البغي ثم يتفق بغي من هذا أو ذاك كذا قرره صاحب الكشف ثم قال : وهذا جواب حسن لا تكلف فيه وهو إشارة إلى رد العلامة الطيبي فإنه زعم أنه جواب متكلف وإن السؤال قوي وذهب هو إلى أن المراد بعباده من خصهم الله تعالى بالكرامة وجعلهم من أوليائه ثم قال : وينصره التذييل بقوله تعالى : إنه بعباده خبير بصير