قال : أذكركم الله تعالى في أهل بيتي وأخرج الترمذي وحسنه والطبري والحاكم والبيهقي في الشعب عن ابن عباس قال : قال E أحبوا الله تعالى لما يغذوكم به من نعمة وأحبوني لحب الله تعالى وأحبوا أهل بيتي لحبي وأخرج ابن حبان والحاكم عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم والذي نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت إلا أدخله الله تعالى النار إلى غير ذلك مما لا يحصى كثرة من الأخبار وفي بعضها ما يدل على عموم القربى وشمولها لبني عبد المطلب أخرج أحمد والترمذي وصححه والنسائي عن عبد المطلب بن ربيعة قال : دخل العباس على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فقال : إنا لنخرج فنرى قريشا تحدث فإذا رأونا سكتوا فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلّم ودر عرق بين عينيه ثم قال : والله لا يدخ لقلب امريء مسلم أيمان حتى يحبكم لله تعالى ولقرابتي وهذا ظاهر إن خص بالمؤمنين منهم وإلا فقيل : إن الحكم منسوخ وفيه نظر والحق وجوب محبة قرابته E من حيث أنهم قرابته A كيف كانوا وما أحسن ما قيل : داريت أهلك في هواك وهم عدا ولأجل عين ألف عين تكرم وكلما كانت جهة القرابة أقوى كان طلب المودة أشد فمودة العلويين الفاطميين ألزم من محبة العباسيين على القول بعموم القربى وهي على القول بالخصوص قد تتفاوت أيضا باعتبار تفاوت الجهات والأعتبارات و آثار تلك المودة التعظيم والأحترام والقيام بأداء الحقوق أتم قيام وقد تهاون كثير من الناس بذلك حتى عدوا من الفرض السلوك في هاتيك المسلك وأنا أقول قول الشافعي الشافي العي : يا راكبا قف بالمحصب من منى واهتف بساكن خيفها والناهض سحرا إذا فاض الحجيج إلى منى فيضا كملتطم الفرات الفائض إن كان رفضا حب آل محمد فليشهد الثقلان إنى رافضي ومع هذا لا أعد الخروج عما يعتقده أكابر أهل السنة في الصحابة رضي الله تعالى عنهم دينا وأرى حبهم فرضا على مبينا فقد أوجبه أيضا الشارع وقامت على ذلك البراهين السواطع ومن الظرائف ما حكاه الإمام عن بعض المذكرين قال : إنه E قال : مثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها هلك وقال رسول الله : أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ونحن الآن في بحر التكليف وتضربنا أمواج الشبهات والشهوات وراكب البحر يحتاج إلى أمرين أحدهما السفينة الخالية عن العيوب والثاني الكواكب الطالعة النيرة فإذا ركب تلك السفينة ووضع بصره على تلك الكواكب كان رجاء السلامة غالبا فلذلك ركب أصحابنا أه لسفينة حب آل محمد ووضعوا أبصارهم على نجوم الصحابة يرجون أن يفوزوا بالسلامة والسعادة في الدنيا والآخرة انتهى و الكثير من الناس فيحق كل من الآل والأصحاب في طرفي التفريط والإفراط وما بينهما هو الصراط المستقيم ثبتنا الله تعالى على ذلك الصراط .
وقال عبد الله بن القاسم : المعنى لا أسألكم عليه أجرا إلا أن يود بعضكم بعضا وتصلوا قراباتكم وأمر في الأستثناء لا يخفى .
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن أن المعنى لا أسألكم عليه أجراإلا التقرب إلى الله تعالى بالعمل الصالح فالقربى بمعنى القرابة وليس المراد قرابة النسب قيل : ويجري في الأستثناء الأتصال والأنقطاع واستظهر