وجهه ومجاهد وعن الضحاك أن الكلام على حقيقته وأنهم يوم القيامة ينادون بكفرهم وقبيح أعمالهم بأقبح أسمائهم من بعد حتى يسمع ذلك أهل الموقف فتعظم السمعة عليهم وتحل المصائب بهم وحاصل الرد أنه هاد للمؤمنين شاف لما في صدورهم كاف في دفع الشبه فلذا ورد بلسانهم معجزا بينا في نفسه مبينا لغيره والذين لا يؤمنون بمعزل عن الإنتفاع به على أي حال جاءهم وقرأ ابن عمر وابن عباس وابن الزبير ومعاوية وعمرو بن العاص وابن هرمز عم بكسر الميم وتنوينه وقال يعقوب القاري وأبو حاتم : لا ندري نونوا أم فتحوا الياء على أنه فعل ماض وبغير تنوين رواها عمرو بن دينار وسليمان بن قتيبة عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف به كلام مستأنف مسوق لبيان أن الإختلاف في شأن الكتب عادة قديمة للأمم غير مختص بقومك على منهاج قوله تعالى : ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك على ما سمعت أولا أي وبالله لقد آتينا موسى التوراة فاختلف فيها فمن مصدق لها ومكذب وهكذا حال قومك في شأن ما آتيناك من القرآن فمن مؤمن به وكافر ولو لا كلمة سبقت من ربك في حق أمتك المكذبة وهي العدة بتأخير عذابهم وفصل ما بينهم بين المؤمنين من الخصومة إلى يوم القيامة بنحو قوله تعالى : بل الساعة موعدهم وقوله سبحانه : ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى لقضي بينهم باستئصال المكذبين كما فعل بمكذبي الأمم السالفة وأنهم أي كفار قومك لفي شك منه أي من القرآن مريب .
45 .
- موجب للقلق والإضطراب وقيل : الضمير الثاني للتوراة والأول لليهود بقرينة السياق لأنهم الذين اختلفوا في كتاب موسى عليه السلام وليس بشيء من عمل صالحا بأن آمن بالكتب وعمل بموجبها فلنفسه أي فلنفسه يعمله أو فلنفسه نفعه لا لغيره و من يصح فيها الشرطية والموصولية وكذا في قوله تعالى ومن أساء فعليها ضره لا على الغير وما ربك بظلام للعبيد .
46 .
- اعتراض تذييلي مقرر لمضمون ما قبله مبني على تنزيل ترك إثابة المحسن بعمله أو إثابة الغير بعمله وتنزيل التعذيب بغير إساءة أو بإساءة غيره منزلة الظلم الذي يستحيل صدوره عنه تعالى ولم يحتج بعضهم إلى التنزيل وقد مر الكلام في ذلك وفي توجيه النفي والمبالغة فتذكر .
تم الجزء الرابع والعشرون ويليه 25