المعطوف عليها كذلك وبشر المؤمنين 322 الذين تلقوا ما خوطبوا به بالقبول والإمتثال بما لا تحيط به عبارة من الكرامة والنعيم وحمل بعضهم المؤمنين على الكاملين في الإيمان بناءا على أن الخطابات السابقة كانت للمؤمنين مطلقا فلو كانت هذه البشارة لهم كان مقتضى الظاهر وبشرهم فلما وضع المظهر موضع المضمر علم أن المراد غير السابقين وهم المؤمنون الكاملون ولا يخفى أنه يجوز أن يكون العدول إلى الظاهر للدلالة على العلية ولكونه فاصلة فلا يتم ما ذكره والواو للعطف وبشر عطف على قل المذكور سابقا أو على قل مقدرة قبل قدموا وهي معطوفة على المذكورة ومن باب الإشارة يسألونك عن خمر الهوى وحب الدنيا وميسر إحتيال النفس بواسطة قداحها التي هي حواسها العشرة المودعة في ربابة البدن لنيل شيء من جزور اللذات والشهوات قل فيهما إثم الحجاب والبعد عن الحضرة ومنافع للناس في باب المعاش وتحصيل اللذة النفسانية والفرح بالذهول عن المعايب والخطرات المشوشة والهموم المكدرة وإثمهما أكبر من نفعهما لأن فوات الوصال في حضائر الجمال لا يقابله شيء ولا يقوم مقامهوصال سعدي ولا ميولفرق عند الأبرار بين السكر من المدير والسكر من المدار : وأسكر القوم ورود كأس وكان سكرى من المدير وهذا هو السكر الحلال لكنه فوق عالم التكليف ووراء هذا العالم الكثيف وهو سكر أرواح لا أشباح وسكر رضوان لا حميا دنان : وما مل ساقيها ولا مل شارب عقار لحاظ كأسها يسكر اللبا ويسألونك ماذا بنفقون قل العفو وهو ما سوى الحق من الكونين كذلك يبين الله لكم الآيات المنزلة من سماء الأرواح لعلكم تتفكرون في الدنيا والآخرة وتقطعون بواديهما بأجنحة السير والسلوك إلى ملك الملوك ويسألونك عن المحيض وهو غلبة دواعي الصفات البشرية والحاجات الإنسانية قل هو أذى تنفر القلوب الصافية عنه فأعتزلوا بقلوبكم نساء النفوس في محيض غلبات الهوى حتى يطهرن ويفرغن من قضاء الحوائج الضرورية فإذا تطهرن بماء الإنابة ورجعن إلى الحضرة في طلب القربة فأتوهن من حيث أمركم الله أي عند ظهور شواهد الحق لزهوق باطل النفس وإضمحلال هواها إن الله يحب التوابين عن أوصاف الوجود ويحب المتطهرين بنور المعرفة عن غبار الكائنات أو يحب التوابين من سؤالاتهم ويحب المتطهرين من إرادتهم نساؤكم وهي النفوس التي غدت لباسا لكم وغدوتم لباسا لهن موضع حرثكم للآخرة فأتوا حرثكم متى شئتم الحراثة لمعادكم وقدموا لأنفسكم ما ينفعها ويكمل نشأتها وأتقوا الله من النظر إلى ما سواه وأعلموا أنكم ملاقوه بالفناء فيه إذا أتقيتم وبشر المؤمنين بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أخرج إبن جرير عن إبن جريج أنها نزلت في الصديق رضي الله تعالى عنه لما حلف أن لا ينفق على مسطح بن خالته وكان من الفقراء المهاجرين لما وقع في إفك عائشة رضي الله تعالى عنها وقال الكلبي : نزلت في عبدالله بمن رواحة حين حلف على ختنه بشير بن النعمان أن لا يدخل عليه أبدا ولا يكلمه ولا يصلح بينه وبين أمرأته بعد ان كان قد طلقها وأراد الرجوع إليها والصلح معها والعرضة فعلة بمعنى المفعول كالقبضة والغرفة وهي هنا من عرض الشيء من باب نصر أو ضرب جعله معترضا أو من عرضه للبيع عرضا من باب ضرب إذا قدمه لذلك ونصبه