معنى متقدم الذكر ويجوز أن يكون المشار إليه جميع ما ذكر من قوله سبحانه : يسئلونك ماذا ينفقون إذ لا مخصص مع كون التعميم أفيد والقرب إنما يرجح القريب على ما سواه فقط وجعل المشار إليه قوله عز شأنه : وإثمهما اكبر من نفعهما على ما فيه لا يخفى بعده والكاف في موضع النصب صفة لمحذوف واللام في الآيات للجنس أي يبين لكم الآيات المشتملة على الأحكام تبيينا مثل هذا التبيين إما بإنزالها واضحة الدلالة أو بإزالة إجمالها بآية أخرى أو ببيان من قبل الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم وكان مقتضى الظاهر أن يقالكذلكمعلى طبق لكم لكنه وحد بتأويل نحو القبيلة أو الجمع مما هو مفرد اللفظ جمع المعنى روما للتخفيف لكثرة لحوق علامة الخطاب بأسم الإشارة وقيل : إن الإفراد للأيذان بأن المراد به كل من يتلقى الكلام كما في قوله تعالى : ثم عفونا عنكم من بعد ذلك وفيه أنه يلزم تعدد الخطاب في كلام واحد من غير عطف وذا لا يجوز كما نص عليه الرضى لعلكم تتفكرون 912 أي في الآيات فتسنتنبطوا الأحكام منها وتفهموا المصالح والمنافع المنوطة بها وبهذا التقدير حسن كون ترجي التفكر غاية لتبيين الآيات في الدنيا والآخرة أي في أمورهما فتأخذون بالأصلح منهما وتجتنبون عما يضركم ولا ينفعكم أو يضركم أكثر مما ينفعكم والجار بعد تقدير المضاف متعلق ب تتفكرون بعد تقييده بالإول وقيل : يجوز أن يتعلق ب يبين أي يبين لكم الآيات فيما يتعلق بأمور الدنيا والآخرة لعلكم تتفكرون وقدم التفكر للإهتمام وفيه أنه خلاف ظاهر النظم مع أن ترجي أصل التفكر ليس غاية لعموم التبيين فلا بد من عموم التفكر فيكون المرادلعلكم تتفكرون في أمور الدنيا والآخرةوفي التكرار ركاكة وقيل : متعلق بمحذوف وقع حالا من الآيات أي يبينها لكم كائنة فيهما أي مبينة لأحوالكم المتعلقة بهما ولا يخفى ما فيه ومن الناس من لم يقدرليتفكرونمتعلقا وجعل المذكور متعلقا بها أي بين الله لكم الآيات لتتفكروا في الدنيا وزوالها والآخرة وبقائها فتعلموا فضل الآخرة على الدنيا وهو المروى عن إبن عباس رضي الله تعالى عنه وقتادة والحسن