ويشهد الله على ما في قلبه من المعارف والإخلاص بزعمه وهو ألد الخصام شديد الخصومة لأهل الله تعالى في نفس الأمر وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها بإلقاء الشبه على ضعفاء المريدين ويهلك الحرث ويحصد بمنجل تمويهاته زرع الإيمان النابت في رياض قلوب السالكين ويقطع نسل المرشدين والله لا يحب الفساد فكيف يدعى هذا الكاذب محبة الله تعالى ويرتكب ما لا يحبه وإذا قيل له أتق الله حملته الحمية النفسانية حمية الجاهلية على الإثم لجاجا وحبا لظهور نفسه وزعما منه أنه أعلم بالله سبحانه من ناصحه فحسبه جهنم أي يكفيه حبسه في سبجين الطبيعة وظلماتها وهذه صفة أكثر أرباب الرسوم الذين حجبوا عن إدراك الحقائق بما معهم من العلوم ومن الناس من يبذل نفسه في سلوك سبيل الله طلبا لرضاه ولا يلتفت إلى القال والقيل ولا يغلو لديه في طلب مولاه جليل ياأيها الذين آمنوا أدخلوا في السلم وتسليم الوجود لله تعالى والخمود تحت مجاري القدرة لكم وعليكم كافة فإن زللتم عن مقام التسليم والرضا بالقضاء من بعد ما جاءتكم دلائل تجليات الأفعال والصفات فأعلموا أن الله تعالى عزيز غالب يقهركم حكيم لايقهر إلا على مقتضى الحكمة هل ينظرون إلا أنيتجلى الله سبحانه في ظلل صفات قهرية من جملة تجليات الصفات وصور ملائكة القوى السماوية وقضي الأمر بوصول كل إلى ما سبق له في الأزل وإلى الله ترجع الأمور بالفناى كان الناس أمة واحدة على الفطرة ودين الحق في عالم الإجمال ثم أختلفوا في النشأة بحسب إختلاف طبائعهم وغلبة صفات نفوسهم وإحتجاب كل بمادة بدنه فبعث الله النبيين ليدعوهم من الخلاف إلى الوفاق ومن الكثرة إلى الوحدة ومن العداوة إلى المحبة فتفرقوا وتحزبوا عليهم وتميزوا فالسفليون أزدادوا خلافا وعنادا والعلويون هداهم الله تعالى إلى الحق وسلكوا الصراط المستقيم أم حسبتم أن تدخلوا جنة المشاهدة ومجالس الأنس بنور المكاشفة ولما يأتكم حال السالكين قبلكم مستهم بأساء الفقر وضراء المجاهدة وكسر النفس بالعبادة حتى تضجروا من طول مدة الحجاب وعيل صبرهم عن مشاهدة الجمال وطلبوا نصر الله تعالى بالتجلي فأجيبوا : إذا بلغ السيل الربى وقيل : لهم ألا إن نصر الله برفع الحجاب وظهور آثار الجمال قريب ممن بذل نفسه وصرف عن غير مولاه حسنه وتحمل المشاق وذبح الشهوات بسيف الأشواق : ومن لم يمت في حبه لم يعش به ودون إجتناء النحل ما جنت النحل