من ساداتنا الصوفية قدس الله تعالى أسرارهم لم يحتج إلى هذه الكلفات ولم يحم حول هذه التأويلات وقضي الأمر أي أتم أمر العباد وحسابهم فأثيب الطائع وعوقب العاصي وأتم أمر إهلاكهم وفرغ منه وهو عطف على هل ينظرون لأنه خبر معنى ووضع الماضي موضع المستقبل لدنو وتيقن وقوعه وقرأ معاذ بن جبل وقضاء الأمر عطفا على الملائكة وإلى الله ترجع الأمور 012 تذييل للتأكيد كأنه قيل : وإلى الله ترجع الأمور التي من جملتها الحساب أو الإهلاك وعلى قراءة معاذ عطف على هل ينظرون أي لا ينظرون إلا الإتيان وأمر ذلك إلى الله تعالى وقرأ نافع وإبن كثير وأبو عمرو وعاصمترجععلى البناء للمفعول على أنه من الرجع وقرأ الباقون على البناء للفاعل بالتأنيث غير يعقوب على أنه من الرجوع وقريء أيضا بالتذكير وبنأء المفعول سل بني إسرائيل أمر للرسول كما هو الأصل في الخطاب أو لكل واحد ممن يصح منه السؤال والمراد بهذا السؤال تقريعهم وتوبيخهم على طغيانهم وجحودهم الحق بعد وضوح الآيات لا أن يجيبوا فيعلم من جوابهم كما إذا أراد واحد منا توبيخ أحد يقول لمن حضر سله كم أنعمت عليه وربط الآية بما قبلها على ما قيل : إن الضمير في هل ينظرون إن كان لأهل الكتاب فهي كالدليل عليه وإن كان لمن يعجبك فهي بيان لحال المعاندين من أهل الكتاب بعد بيان حال المنافقين من أهل الشرك كم آتيناهم من آية بينة أي علامة ظاهرة وهي المعجزات الدالة على صدق رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم كما قال الحسن ومجاهد وتخصيص إيتاء المعجزات بأهل الكتاب مع عمومه للكل لأنهم أعلم من غيرهم بالمعجزات وكيفية دلالتها على الصدق لعلمهم بمعجزات الأنبياء السابقة وقد يراد بالآية معناها المتعارف وهو طائفة من القرآن وغيره وبينة من بان المتعدي فالسؤال على إيتاء الآيات المتضمنةلنعت الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم وتحقيق نبوته والتصديق بما جاء به و كم إما خبرية والمسؤل عنه محذوف والجملة إبتدائية لا محل لها من الإعراب مبنية لإستحقاقهم التقريع كأنه قيل : سل بني إسرائيل عن طغيانهم وجحودهم للحق بعد وضوحه فقدآتيناهم آيات كثيرة بينة وزعم لزوم إنقطاع الجملة على هذا التقديركما تزى وإما إستفهامية والجملة في موضع المفعول الثاني ل سل وقيل : في موضع المصدر أي سلهم هذا السؤال وقيل : في موضع الحال أي سلهم قائلاكم آتيناهموالإستفهام للتقرير بمعنى حمل المخاطب على الإقرار وقيل : بمعنى التحقيق والتثبيت وأعترض بأن معنى التقريع الإستنكار والإستبعاد وهو لا يجامع التحقيق وأجيب بأن التقريع إنما هو على جحودهم الحق وإنكاره المجامع لإيتاء الآيات لا على الإيتاء حتى يفارقه ومحلها النصب على أنها مفعول ثانلآتيناوليس من الإشتغال كما وهم أو الرفع بالإبتداء على حذف العائد والتقديرآتينا هموماأو آتيناهم إياها وهوضعيف عند سيبويه و آية تمييز و من صلة أتى بها للفصل بين كون آية مفعولالآتيناوكونها مميزة ل كم ويجب الإتيان بها في مثل هذا الموضع فقد قال الرضى : وإذا كان الفصل بينكمالخبري ومميزها بفعل متعد وجب الإتيان بمن لئلا يلتبس المميز بمفعول ذلك المتعدي نحو كم تركوا من جنات وكم أهلكنا من قرية وحالكمالإستفهامية المجرور مميزها مع الفصل كحالكمالخبرية في جميع ما ذكرنا إنتهى وحكى عنه أنه أنكر زيادة من في مميز الإستفهامية وهو محمول على الزيادة فلا فصل لا مطلقا فلا تنافي بين كلاميه ومن يبدل نعمة الله أي آياته فإنها سبب الهدى الذي هو أجل النعم وفيه وضع المظهر موضع المضمر بغير لفظه السابق لتعظيم الآيات وتبديلها تحريفها وتأويلها الزائغ أو جعلها سببا للضلالة وإزدياد