من الغمام .
اي السحاب أو الأبيض منه .
والملائكة .
يأتون وقريء والملائكة بالجر عطف على ظلل أو الغمام والمراد مع الملائكة أخرج إبن مردويه عن إبن مسعود عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال : يجمع الله تعالى الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم قياما شاخصة أبصارهم إلى السماء ينظرون فصل القضاء وينزل الله تعالى في ظلل من الغمام من العرش إلى الكرسي وأخرج إبن جرير وغيره عن عبدالله بن عمر في هذه الآية قال : يهبط حين يهبط وبينه وبين خلقه سبعون ألف حجاب منها النور والظلمة والماء فيصوت الماء في تلك العظمة صوتا تنخلع له القلوب وعن إبن عباس رضي الله تعالى عنهما أن من الغمام ظللا يأتي الله تعالى فيها محفوفات بالملائكة وقرأ أبي إلا أن يأتيهم الله والملائكة في ظلل ومن الناس من قدر في أمثال هذه المتشابهات محذوفا فقال : في الآية الإسناد مجازي والمراد يأتيهم أمر الله تعالى وبأسه أو حقيقي والمفعول محذوف أي يأتيهم الله تعالى ببأسه وحذف المأتي به للدلالة عليه بقوله سبحانه : إن الله عزيز حكيم فإن العزة والحكمة تدل على الإنتقام بحق وهو البأس والعذاب وذكر الملائكة لأنهم الواسطة في إتيان أمره أو الآتون على الحقيقة ويكون ذكر الله تعالى حينئذ تمهيدا لذكرهم كما في قوله سبحانه : يخادعون الله والذين آمنوا على وجه وخص الغمام بمحلية العذاب لأنه مظنة الرحمة فإذا جاء منه العذاب كان أفظع لأن الشر إذا جاء من حيث لا يحتسب كان أصعب فكيف إذا جاء من حيث يحتسب الخير ولا يخفى أن من علم أن الله تعالى أن يظهر بما شاء وكيف شاء ومتى شاء وأنه في حال ظهوره باق على إطلاقه حتى عن قيد الإطلاق منزه عن التقيد مبرأ عن التعدد كما ذهب إليه سلف الأمة وأرباب القلوب