على أن من حرم طعاما مثلا فهو لاغ ولا يحرم عليه وفيه خفاء لا يخفى ولا تتبعوا خطوات الشيطان اي آثارهكما حكى عن الخليلأو أعمالهكما روى عن إبن عباس رضي الله تعالى عنهأو خطاياهكما نقل عن مجاهدوحاصل المعنى لا تعتقدوا به وتستنوا بسنته فتحرموا الحلال وتحللوا الحرام وعن الصادق من خطوات الشيطان الحلف بالطلاق والنذور في المعاصي وكل يمين بغير الله تعالى وقرأ نافع وأبو عمرو وحمزة بتسكين الطاء وهمالغتان في جمع خطوة وهي ما بين قدمي الماشي وقرأ علي كرم الله تعالى وجهه بضمتين وهمزة وفي توجيهها وجهان الأول ما قيل : إن الهمزة أصلية من الخطأ بمعنى الخطيئة والثاني إن الواو قلبت همزة لأن الواو المضمومة تقلب لها نحوأجوهوهذه لما جاورت الضمة جعلت كأنها عليها قال الزجاج : وهذا جائز في العربية وعن أبي السمال أنه قرأ بفتحتين على أنه جمع خطوة وهي المرة من الخطو .
إنه لكم عدو مبين 861 تعليل للنهي و مبين من أبان بمعنى بان وظهر أي ظاهرالعداوةعند ذوي البصيرة وإن كان يظهر الولاية لمن يغويه ولذلك سمى وليا في قوله تعالى : أولياؤهم الطاغوت ويحتمل أن يكون ذلك من باب تحيتهم السيف وقيل : أبانبمعنى أظهر أي مظهرالعداوةوالأول أليق بمقام التعليل إنما يأمركم بالسوء والفحشاء إستئناف لبيان كيفية عداوته وتفصيل لفنون شره وإفساده وإنحصار معاملته معهم في ذلك أو علة للعلة بضم وكل من هذا شأنه فهو عدو مبين أو علة للأصل بضم وكل من هذا شأنه لا يتبع فيكون الحكم معلالا بعلتين العداوةوالأمر بما ذكر وليس الأمر على حقيقته لا لأن قوله تعالى : إن عبادي ليس لك عليهم سلطان ينافي ذلك لكونه مبنيا على أن المعتبر في الأمر العلو كما هو مذهب المعتزلة وإلا فمجرد الإستعلاء لا ينافي أن يكون له سلطان وعلى أن يكون عبادي لعموم الكل بدليل الإستثناء وعلى أن الخطاب في يأمركم لجميع الناس لا للمتبعين فقط ولا منافاة أيضا بل لأنا نجد من أنفسنا أنه لا طلب منه للفعل منا وليس إلا التزيين والبعث فهو إستعارة تبعية لذلك ويتبعها الرمز إلى أن المخاطبين بمنزلة المأمورين المنقادين له وفيه تسفيه رأيهم وتحقير شأنهم ولا يرد أنه إذا كان الأمر بمعنى التزيين فلا بد أن يقال : يأمر لكم وإن كان بمعنى البعث فلا بد أن يقال : يأمركم على السوء أو للسوء إذ المذكور لفظ الأمر فلا بد من رعاية طريق إستعماله والسوء في الأصل مصدر ساءه يسؤوه سوءا أو مساءة إذا أحزنه ثم أطلق على جميع المعاصي سواء كانت قولا أو فعلا أو عقدا لإشتراك كلها في أنها تسوء صاحبها و الفحشاء أقبح أنواعها وأعظمها مساءة وروى عن إبن عباس رضي الله تعالى عنهما أن السوء ما لا حد فيه و الفحشاء ما فيه حد وقيل : هما بمعنى وهو ما أنكره العقل وحكم بأنه ليس فيه مصلحة وعاقبة حميدة وأستقبحه الشرع والعطف حينئذ لتنزيل تغاير الوصفين منزلة تغاير الحقيقتين فإن ذلك سوء لإغتمام العاقل وفحشاء بإستقباله إياه ولعل الداعي إلى هذا القول أنه سبحانه سمى جميع المعاصي والفواحش سيئة في قوله جل شأنه : من كسب سيئة و إن الحسنات يذهبن السيئات وجزاء سيئة سيئة مثلها وسمى جميع المعاصي بالفواحش فقال تعالى : قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن ويمكن أن يقال : سلمنا ولكن السيئة والفاحشة إذا أجتمعا أفترقا وإذا أفترقا أجتمعا فلا يتم الإستدلال وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون 961 عطف على سابقه أيويأمركم الشيطان بأن تفتروا على الله الكذب بأنه حرم هذاوأحل هذا أو بذلك وبأنه أمر بإتخاذ الأنداد ورضى بما أنتم عليه من الأفساد