بنصب عورة ونظير ذلك قوله : إن الذي حانت بفلج دماؤهم هم القوم كل القوم يأم مالم وقوله ابني كليب أن عمي اللذا قتلا الملوك وفككا الأغلالا وقرأ ابن مسعود والأعمش والمقيمين الصلاة بإثبات النون ونصب الصلاة على الأصل وقرأ الضحاك والمقيم الصلاة بالإفراد والإضافة ومما رزقناهم ينفقون .
35 .
- في وجه الخير ومن ذلك إهداء الهدايا التي يغالون فيها والبدن جعلناها لكم من شعائر الله أي من أعلام دينه التي شرعها الله تعالى والبدن جمع بدنة وهي كما قال الجوهي ناقة الله أو بقرة تنحر بمكة وفي القاموس هي الإبل والبقر كالأضحية من الغنم تهدى إلى مكة وتطلق على الذكر والأنثى وسميت بذلك لعظم بدنها لأنهم كانوا يسمنونها ثم يهدونها وكونها من النوعين قول معظم أئمة اللغة وهو مذهب الحنفية فلو نذر بحر بدنة يجزئه نحر بقرة عندهم وهو قول عطاء وسعيد بن المسيب وأخرج عبد بن حميد .
وابن المنذر عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما لا تعلم البدن إلا من الإبل والبقر .
وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله تعالى عنه كما ننحر البدنة عن سبعة فقيل والبقرة فقال : وهل هي إلا من البدن وقال صاحب البارع من اللغويين : إنها لا تطلق على ما يكون من البقر وروي ذلك عن مجاهد والحسن وهو مذهب الشافعية فلا يجزي عندهم من نذر نحر بدنة نحر بقرة وأريد بما رواه أبو داود عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : البدنة عن سبعة والبقرة عن سبعة فإن العطف يقتضي المغايرة وفيما يأتي آخرا تأييد لذلك أيضا والظاهر أن استعمال البدنة فيما يكون من الإبل أكثر وإن كان أمر الأجزاء متحدا .
ولعل مراد جابر بقوله في البقرة وهل هي إلا من البدن أن حكمها حكمها وإلا فيبعد جهل السائل بالمدلول اللغوي ليرد عليه بذلك ويمكن أن يقال فيما روي عن ابن عمر : أن مراده بالبدن فيه البدن الشرعية ولعله إذا قيل باشتراكها بين ما يكون من النوعين يحكم العرف أو نحوه في التعيين فيما غذا نذر الشخص بدنة ويشير إلى ذلك ما أخرجه ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن يعقوب الرياحي عن أبيه قال : أوصى إلى رجل وأوصى ببدنة فأتيت ابن عباس فقلت له : إن رجلا أوصى إلي وأوصى ببدنة فهل تجزيء عني بقرة قال : نعم ثم قال : ممن صاحبكم فقلت : من رياح قال : ومتى اقتنى بنو رياح البقر إلى الإبل وهم صاحبكم إنما البقر لأسد وعبد القيس فتدبر .
وقرأ الحسن وابن أبي إسحاق وشيبة وعيسى البدن بضم الباء والدال قيل وهو الأصل كخشب وخشبة وإسكان الدال تخفيف منه ورويت هذه القراءة عن نافع وأبي جعفر .
وقرأ ابن أبي إسحاق أيضا بضم الباء والدال وتشديد النون فاحتمل أن يكون اسما مفردا بني على فعل كعتل واحتمل أن يكون التشديد من التضعيف الجائز في الوقف وأجرى الوصل مجرى الوقف والجمهور على نصب البدن على الإشتغال أي وجعلنا البدن جعلناها وقريء بالرفع على الإبتداء وقوله تعالى لكم ظرف متعلق بالجعل و من شعائر الله في موضع المفعول الثاني له وقوله تعالى لكم فيها خير أي نفع في الدنيا وأجر في الآخرة كما روي عن ابن عباس وعن السدي الإقتصار على الأجر جملة مستأنفة مقررة لما قبلها .
فاذكروا اسم الله بأن تقولوا عند ذبحها بسم الله والله أكبر اللهم منك ولك وقد أخرج ذلك