جمع بصيغة التمريض لكن في المواقف وشرحه هل يعدم الله تعالى الأجزاء البدنية ثم يعيدها أو يفرقها ويعيد فيها التآليف والحق أنه لم يثبت في ذلك شيء فلا جزم فيه نفيا ولا إثباتا لعدم الدليل على شيء من الطرفين .
وفي الإقتصاد لحجة الإسلام الغزالي فإن قيل هل تعدم الجواهر والأعراض ثم تعادان جميعا أو تعدم الأعراض دون الجواهر وتعاد الأعراض قلنا : كل ذلك ممكن والحق أنه ليس في الشرع دليل قاطع على تعيين أحد هذه الممكنات .
وقال بعضهم : الحق وقوع الأمرين جميعا إعادة ما انعدم بعينه وإعادة ما تفرق بإعراضه وأنت تعلم أن الأخبار صحت ببقاء عجب الذنب من الإنسان فإعادة الإنسان ليست كبدئه وكذا روي أن الله تعالى D حرم على الأرض أجساد الأنبياء وهو حديث حسن عند ابن العربي وقال غيره : صحيح وجاء نحو ذلك في المؤذنين احتسابا وحديثهم في الطبراني وفي حملة القرآن وحديثهم عند ابن منده وفيمن لم يعمل خطيئة قط وحديثهم عن المروزي فلا تفعل وكذا في كور البدء جمعا من الأجزاء المتفرقة إن صح في المركب من العناصر كالإنسان لا يصح في نفس العناصر مثلا لأنها لم تخلق أولا من أجزاء متفرقة بإجماع المسلمين فلعل ما ذكرناه في وجه الشبه أبعد عن القال والقيل .
واعترض جعل أول مفعول بدأنا بأن تعلق البداءة بأول الشيء المشروع فيه ركيك لا يقال بدأت أول كذا وإنما يقال بدأت كذا وذلك لأن بداية الشيء هي المشروع فيه والمشروع يلاقي الأول لا محالة فيكون ذكره تكرارا ونظر فيه بأن المراد بدأنا ما كان أولا سابقا في الوجود وليس المراد بالأول أول الأجزاء حتى يتوهم ما ذكر وقيل أول خلق مفعول نعيد الذي يفسره نعيده والكاف مكفوفة بما أي نعيد أول خلق نعيده وقد تم الكلام بذلك ويكون كما بدأنا جملة منقطعة عن ذلك على معنى تحقق ذلك مثل تحققه وليس المعنى إعادة مثل البدء ومحل الكاف في مثله الرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف جيء به تأكيدا والمقام يقتضيه كما يشعر به التذنيب فلا يقال : إنه لا داعي إلى راتكاب خلاف الظاهر وتنكير خلق لإرادة التفصيل وهو قائم مقام الجمع في إفادة تناول الجمع فكأنه قيل نعيد المخلوقين الأولين .
وجوز أن تنصب الكاف بفعل مضمر يفسره نعيده وما موصولة و أول ظرف لبدأنا لأن الموصول يستدعي عائدا فإذا قدر هنا يكون مفعولا ولأول قابلية النصب على الظرفية فينصب عليها ويجوز أن يكون في موضع الحال من ذلك العائد وحاصل المعنى نعيد مثل الذي بدأناه في أول خلق أو كائنا أول خلق والخلق على الأول مصدر وعلى الثاني بمعنى المخلوق وجوز كون ما موصولة وباقي الكلام بحاله .
وتعقب أبو حيان نصب الكاف بأنه قول بأسميتها وليس مذهب الجمهور وإنما ذهب إليه الأخفش ومذهب البصريين سواه أن كونها اسما مخصوص بالشعر وأورد نحوه على القول بأن محلها الرفع في الوجه السابق وغذا قيل بأن للمكفوفة متعلقا كما اختاره بعضهم للرضي ومن معه فليكن متعلقها خبر مبتدأ محذوف هناك ورجح كون المراد نعيد مثل الذي بدأناه في أول خلق بما أخرجه ابن جرير عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلّم وعندي عجوز من بني عامر فقال : من هذه العجوز يا عائشة فقلت : إحدى خالاتي فقالت : ادع الله تعالى أن يدخلني الجنة فقال E : إن الجنة لا يدخلها