عليه و أمة واحدة بالرفع على أنه خبر إن وقرأ هو أيضا وابن إسحق والأشهب العقيلي وأبو حيوة وابن أبي عبلة والجعفي وهارون عن ابن عمرو والزعفراني برفعهما على أنهما خبر إن وقيل : الأول خبر والثاني بدل منه نكرة من معرفة أو هو خبر مبتدأ محذوف أي هي أمة واحدة وأنا ربكم أي أنا إلهكم إله واحد فاعبدون .
92 .
- خاصة وتفسير الرب بالإله لأنه رتب عليه الأمر بالعبادة والدلالة على الوحدة من حدة الملة وفي لفظ الرب إشعار بذلك من حيث أن الرب وإن توهم جواز تعدده في نفسه لا يمكن أن يكون لكل مربوب إلا رب واحد لأنه مفيض الوجود وكمالاته معا وفي العدول إلى لفظ الرب ترجيح جانب الرحمة وأنه تعالى يدعوهم إلى عبادته بلسان الترغيب والبسط قاله في الكشف .
وتقطعوا أمرهم بينهم أي جعلوا أمر دينهم فيما بينهم قطعا على أن تقطع مضمن معنى الجعل فلذا تعدى إلى أمرهم بنفسه وقال أبو البقاء : تقطعوا أمرهم أي في أمرهم أي تفرقوا وقيل : عدي بنفسه لأنه بمعنى قطعوا أي فرقوا وقيل أمرهم تمييز محول عن الفاعل أي تقطع أمرهم انتهى وما ذكر أولا أظهر وأمر التمييز لا يخفى على ذي تمييز ثم أصل الكلام وتقطعتم أمركم بينهم على الخطاب فالتفت إلى الغيبة ليعني عليهم ما فعلوا من التفرق في الدين وجعله قطعا موزعة وينهى ذلك إلى الآخرين كأنه قيل ألا ترون إلى عظم ما ارتكب هؤلاء في دين الله تعالى الذي اجتمعت عليه كافة الأنبياء عليهم السلام وفي ذلك ذم للإختلاف في الأصول .
كل أي كل واحدة من الفرق المتقطعة أو كل واحد من آحاد كل واحدة من تلك الفرق إلينا راجعون .
93 .
- بالبعث لا إلى غيرنا فنجازيهم حينئذ بحسب أعمالهم ولا يخفى ما في الجملة من الدلالة على الثبوت والتحقق .
وقوله تعالى فمن يعمل من الصالحات تفصيل للجزاء أي فمن يعمل الصالحات أو بعضا من الصالحات وهو مؤمن بما يجب الإيمان به فلا كفران لسعيه أي لا حرمان لثواب عمله ذلك عبر عنه بالكفران الذي هو ستر النعمة وجحودها لبيان كمال نزاهته تعالى عنه بتصويره بصورة ما يستحيل صدوره عنه سبحانه من القبائح وإبراز الإثابة في معرض الأمور الواجبة عليه تعالى ونفي نفي الجنس المفيد للعموم للمبالغة في التنزيه والظاهر أن التركيب على طرز لا مانع لما أعطيت والكلام فيه مشهور بين علما العربية وعبر عن العمل بالسعي إظهار الإعتداد به وفي حرف عبد الله فلا كفر والمعنى واحد وإنا له أي لسعيه وقيل : الضمير لمن وليس بشيء كاتبون .
94 .
- أي مثبتون في صحيفة عمله لا يضيع بوجه ما واستدل بالآية على أن قبول العمل الصالح مطلقا مشروط بالإيمان وهو قول لبعضهم وقال آخرون : الإيمان شرط لقبول ما يحتاج إلى النية من الأعمال وتحقيقه في موضعه .
وحرام على قرية أي على أهل قرية فالكلام على تقدير مضاف أو القرية مجاز على أهلها والحرام مستعار للممتنع وجوده بجامع أن كل واحد منهما غير مرجو الحصول وقال الراغب : الحرام الممنوع منه إما بتسخير إلهي وإما بمنع قهري وإما بمنع من جهة العقل أو من جهة الشرع أو من جهة من يرتسم أمره وذكر أنه قد حمل هذه الآية على التحريم بالتسخير كما في قوله تعالى : وحرمنا على المراضع وقرأ أبو حنيفة وحمزة والكسائي وأبو بكر وطلحة والأعمش وأبو عمرو في رواية وحرم بكسر الحاء وسكون الراء