المسلمين ومعظم أجلة الفلاسفة كما برهن عليه صدر الدين الشيرازي في أسفاره وسنذكره إن شاء الله تعالى في محله .
وقيل : من الوقوع وقال الفراء : من استراق السمع بالرجوم وقيل عليه : أنه يكون ذكر السقف لغوا لا يناسب البلاغة فضلا عن الإعجاز وذكر في وجهه أن المراد أن حفظها ليس كحفظ دور الأرض فإن السراق ربما تسلقت من سقوفها بخلاف هذه وقيل : إنه للدلالة على حفظها عمن تحتها ويدل على حفظها عنهم على أتم وجه وفي الحديث عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم نظر إلى السماء فقال إن السماء سقف مرفوع وموج مكفوف تجري كما يجري السهم محفوظة من الشياطين وهو إذا صح لا يكون نصا في معنى الآية كما زعم أبو حيان وقيل : من الشرك والمعاصي ويرد عليه ما أورد على سابقه كما لا يخفى .
وهم عن آياتها الدالة على وحدانيتنا وعلمنا وحكمنا وقدرتنا وإرادتنا التي بعضها ظاهر كالشمس وبعضها معلوم بالبحث عنه معرضون .
32 .
- ذاهلون عنها لا يجيلون قداح الكفر فيها وقرأ مجاهد وحميد عن آيتها بالإفراد ووجه بأنه لما كان كل واحد مما فيها كافيا في الدلالة على وجود الصانع وصفات كماله وحدت الآية لذلك وجعل الإعراض على هذه القراءة بمعنى إنكار كونها آية بينة دالة على الخالق كما يشير إليه قوله في الكشاف أي هم متفطنون لما يرد عليهم من السماء من المنافع وهم عن كونها آية بينة على الخالق معرضون وليس بلازم .
وقوله تعالى : وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر اللذين هما آيتاهما ولذا لم يعد الفعل بيانا لبعض تلك الآيات التي هم عنها معرضون بطريق الإلتفات الموجب لتأكيد الإعتناء بفحوى الكلام ولما كان إيجاد الليل والنهار ليس على نمط إيجاد الحيوانات وإيجاد الرواسي لم يتحد اللفظ الدال على ذلك بل جيء بالجعل هناك وبالخلق هنا كذا قيل وهو كما ترى وقوله تعالى : كل مبتدأ وتنوينه عوض عن المضاف إليه واعتبره صاحب الكشاف مفردا نكرة أي كل واحد من الشمس والقمر واعترض بأنه قد صرح ابن هشام في المغنى بأن المقدر إذا كان مفردا نكرة يجب الإفراد في الضمير العائد على كل كما لو صرح به وهنا قد جمع فيجب على هذا اعتباره جمعا معرفا أي كلهم ومتى اعتبر كذلك وجب عند ابن هشام جمع العائد وإن كان لو ذكر لم يجب ووجوب الإفراد في المسألة الأولى والجمع في الثانية للتنبيه على حال المحذوف .
وأبو حيان يجوز الإفراد والجمع مطلقا فيجوز هنا اعتبار المضاف إليه مفردا نكرة مع جمع الضمير بعد كما فعل الزمخشري وهو من تعلم علو شأنه في العربية وقوله شبحانه : في فلك خبره ووجه إفراده ظاهر لأن النكرة المقدرة للعموم البدلي لا الشمولي ومن قدر جمعا معرفا قال : المراد به الجنس الكلي المؤل بالجمع نحو كساهم حلة بناءا على أن المجموع ليس في فلك واحد وقوله D : يسبحون .
33 .
- حال ويجوز أن يكون الخبر و في فلك حالا أو متعلقا به وجملة كل الخ حال من الشمس والقمر والرابط الضمير دون واو بناء على جواز ذلك من غير قبح ومن استقبحه جعلها مستأنفة وكان ضميرهما جمعا اعتبارا للتكثير بتكاثر المطالع فيكون لهما نظرا إلى مفهومهما الوضعي أفراد خاجية بهذا الإعتبار لا حقيقة ولهذا السبب يقال شموس وأقمار وإن لم يكن في الخارج الأشمس واحد وقمرا واحد والذي حسن ذلك هنا توافق الفواصل وزعم بعضهم أنه غلب القمران لشرفهما على سائر الكواكب فجمع الضمير لذلك وقيل : الضمير للنجوم وإن لم تذكر لدلالة ما ذكر عليها