والفزارى وابو حاتم ويعقوب نذل ونخزى بالبناء للمفعول واستدل الأشاعرة بالآية على أن الوجوب لا يتحقق إلا بالشرع والجبائي على وجوب اللطف عليه D وفيه نظر قل لأولئك الكفرة المتمردين كل أي كل واحد منا ومنكم متربص أي منتظر لما يؤل اليه أمرنا وأمركم وهو خبر كل وإفراده حملا له على لفظه فتربصوا وقرئ فتمتعوا فستعلمون عن قريب من اصحاب الصراط السوى أي المستقيم وقرأ أبو مجلز وعمران بن حدير السواء أي الوسط والمراد به الجيد .
وقرأ الجحدري وابن يعمر السوأى بالضم والقصر على وزن فعلى وهو تأنيث الاسوا وأنث لتأنيث الصراط وهو مما يذكر ويؤنث وقرأ ابن عباس رضى الله تعالى عنهما السوء بفتح وسكون وهمزة آخره بمعنى الشر وقرئ السوى بضم السين وفتح الواو وتشديد الياء وهو تصغير سوء بالفتح وقيل : تصغير سوء بالضم وقال أبو حيان : الاجود أن يكون تصغير سواء كما قالوا في عطا عطى لأنه لو كان تصغير دلك لثبتت همزته وقيل : سوئى وتعقب بأن إبدال مثل هذه الهمزة ياء جائز وعن الجحدري وابن يعمر انهما قرآ السوى بالضم والقصر وتشديد الواو واختير في تخريجه أن يكون اصله السوآى كما في الرواية الأولى فخففت الهمزة بابدالها واوا وادغمت الواو في الواو وقد روعيت المقابلة على اكثر هذه القراءات بين ما تقدم وقوله تعالى ومن اهتدى .
135 .
- أي من الضلالة ولم تراع على قراءة الجمهور والأولى من الشواذ .
ومن في الموضعين استفهامية في محل رفع على الأبتداء والخبر ما بعد والعطف من عطف الجمل ومجموع الجملتين المتعاطفتين ساد مسد مفعولي العلم أو مفعوله أن كان بمعنى المعرفة وجوز كون من الثانية موصولة فتكون معطوفة على محل الجملة الأولى الأستفهامية المعلق عنها الفعل على أن العلم بمعنى المعرفة المتعدية لواحد إذ لولاه لكان الموصول بواسطة العطف أحد المفعولين وكان المفعول الآخر محذوفا اقتصار أو هو غير جائز .
وجوز أن تكون معطوفة على اصحاب فتكون في حيز من الأستفهامية أي ومن الذي اهتدى أو على الصراط فتكون في حيز اصحاب أي ومن اصحاب الذي اهتدى يعنى النبي صلى الله عليه وسلّم وإذاعى بالصراط السوى النبي E أيضا كان العطف من باب عطف الصفات على الصفات مع اتحاد الذات .
وأجاز الفراء أن تكون من الأولى موصولة أيضا بمعنى الذين وهي في محل النصب على انها مفعول للعلم بمعنى المعرفة واصحاب خبر مبتدأ محذوف وهو العائد أي الذين هم اصحاب الصراط وهذا جائز على مذهب الكوفيين فانهم يجوزون حذف مثل هذا العائد سواء كان في الصلة طول أو لم يكن وسواء كان الموصول أيا أو غيره بخلاف البصريين وما أشد مناسبة هذه الخاتمة للفاتحة وقد ذكر الطيبي انها خاتمة شريفة ناظرة إلى الفاتحة وانه إذا لاح أن القرآن انزل لتحمل تعب الأبلاغ ولا تنهك نفسك فحيث بلغت وبلغت جهدك فلا عليك وعليك بالاقبال على طاعتك قدر طاقتك وأمر اهلك وهم امتك المتبعون بذلك ودع الذين لا ينجح فيهم الانذار فانه تذكرة لمن يخشى وسيندم المخالف حين لا ينفعه الندم انتهى .
ومن باب الأشارة في الآيات فأوجس في نفسه خيفة موسى قيل : إنه عليه السلام رأى أن الله تعالى البس سحر السحرة لباس القهر فخاف من القهر لأنه لا يا من مكر الله إلا القوم الخاسرون